السجناء الاسبان المفرج عنهم يحكون واقع السجون المغربية

السجناء الاسبان المفرج عنهم يحكون واقع السجون المغربية

11 أغسطس, 2013

مازال ملف مغتصب الأطفال المغاربة، الذي تمتع بالعفو الملكي، يحظى باهمية في أجندة التداول الإعلامي والسياسي في إسبانيا ويستاثر باهتمام الرأي العام المحلي في هذا البلد الاروبي، إلا أنه، خلال هذا الأسبوع، انتقل اهتمام الاعلام الاسباني من تناول تداعيات “فضيحة دانييل” إلى وضعية السجون في المغرب من خلال روايات السجناء الإسبان الـ 47، الذين استفادوا من العفو الملكي بمناسبة عيد العرش، أو الذين مازالوا قابعين بالسجون المغربية.

سجون المغرب.. مقبرة الأحياء

اعطت تفاعلات ملف “دانييل” مغتصب الأطفال المغاربة، المعتقل حاليا في إسبانيا، حيزا كبيرا لظاهرة السجناء الإسبان بالمغرب، الذي استبدت قضيتهم بأجندة الإعلام الإسباني وسياسييه وخاصة  المعارضة.

واهتمت وسائل الإعلام السمعية والمرئية الإسبانية على نحو خاص بالسجين الإسباني “انطونيو غارسيا فيدرييل”، الذي كان طلب الملك “خوان كارلوس” من ملك المغرب العفو عنه ونقله إلى إسبانيا، فجرى تسريح ابنه بدلا عنه في واحدة من الأخطاء التي ارتبطت بقضية السجناء التي طلب العاهل الإسباني أثناء زيارته الاخيرة إلى المغرب العفو عنهم و نقلهم لقضاء ما تبقى من عقوباتهم بإسبانيا.

في احاديثه الهاتفية المتكررة مع وسائل إعلام إسبانية واسعة الانتشار مثل إذاعة “كادينا سير” و”اوندا سيرو”، كان يحكي السجين الإسباني “أنطونيو غارسيا” عن حكايته، كيف أبلغ انه مشمول بالعفو ثم ليجد نفسه مستمرا في السجن بينما تمتع ابنه المحكوم بعشر سنوت بالخلاص بدلا عنه. ويتقاطع سرده لواقعته مع سرد واقع السجن بالمغرب ويقول في إحدى مكالماته الهاتفية  لكادينا سير ” إن السجن في المغرب لا يحتمل، ثمة تكدس كبير، الغرفة تفيض على نحو رهيب بالسجناء، متر واحد  هو حيز كل سجين” ثم يمضي واصفا محبسه بالمغرب ” إنه قد تجد نفسك مع عتاة المجرمين.. في الغرفة نفسها كان هناك من قتل امه واختيه”، مؤكدا انه ” لا يدري هل سيتمكن من البقاء حيا حتى قضاء محكوميته، وهو المصاب بمرض القلب، في هذه “الشروط الصعبة للغاية واللاإنسانية ” بسجبنه بالمغرب”.

من جهتها، عنونت قناة الرابعة الإسبانية تقريرا لها عن السجناء الإسبان الذين شملهم العفو الملكي بقولها ” السجناء الإسبان الذي شملهم العفو من الملك كان يعيشون في سجون لا إنسانية”، وتمضي بدروها صحيفة ” تي انتيريسا” في الوتيرة ذاتها من الوصف لـ ”ماساة السجون المغربية”، فتعنون  تقريرا تناول حديث السجناء الإسبان الذين تمتعوا  بالعفو الملكي ”الفئران، والاكتظاظ، وسوء التغذية، جحيم السجون في المغرب”، وتنقل عن احد السجناء قوله ” إننا في غرفة بالسجن بالمغرب مساحتها 12 مترا مربعا كنا ننام ازيد من 30شخصا مكتظين من دون أسرة ولا ملاحف، وكانت توجد بها فئران وحشرات مختلفة والاطباق تغسل بالمراحيض”.

6000 سجين مغربي بإسبانيا هكذا يقضون عقوبتهم، ويرفضون الانتقال إلى المغرب لقضاء باقي العقوبة.

وإمعانا في كشف الوقع المزري للسجون المغربية، مضت وسائل الإعلام الإسبانية التي تضامنت مع  السجناء الإسبان، ماعادا غالفان مغتصب الاطفال المغاربة، بسبب الظروف المزرية للسجن، في  الكشف عن معطيات تجسد ”العالم السفلي المغربي”، الذي وصفه احد السجناء  الإسبان “باكثر من الجحيم”.

وفي هذا السياق تذكر صحيفة “إلكونفيدنسيال الإسبانية”، أنه يوجد حوالي 6000 سجين مغربي بإسبانيا، وتستقبل السجون الكتلانية النسبة الاكبر حيث يبلغ عددهم في تلك السجون حوالي 1284.

وتمضي صحيفة “إلكونفدسيال”، في سعي مقارن لإظهار الواقع المفارق بين السجون المغربية و الإسبانية، وبالتالي الاحتجاج بشكل ضمني على واقع السجناء الإسبان بالمغرب قائلة ” إن الموظفين وإداريي السجون بإسبانيا  يؤكدون انهم خلال سنواتهم الطويلة من العمل في هذا القطاع لم يصادفوا يوما أي حالة يتقدم فيها سجين مغربي بتقديم طلب للانتقال إلى المغرب لقضاء باقي عقوبته”.

وتمضي الصحيفة مؤكدة نقلا عن مصدر من ادارة السجون بإسبانيا “إن السجناء ا لمغاربة بإسبانيا يرغبون في البقاء بأي ثمن و يرفضون الانتقال لقضاء عقوبتهم بالسجون المغربية”، وتضيف الكونفدينسيال ” إنهم يرفضون حتى الاتصال بأي مؤسسة مغربية خوفا من ان يرسلوهم إلى سجن بالمغرب”.

محللون سياسيون: واقع السجون بالمغرب يعكس رؤية الدولة وأجهزتها لحقوق الانسان

يقول إعلامي بارز بإذاعة “اوندا سيرو”، على خلفية حوار مع احد السجناء الذي عاد إلى إسبانيا يحكي فيها عن ظروفه بمحبسه بالمغرب، ”إن السجناء يعانون بشكل رهيب من السجون المغربية،  ونحن نعرف جيدا وضع الحقوق في هذا البلد”.

وتعلق صحيفة ” تي انتريسا ” على ذات الموضوع قائلة ” إن منظمة العفو الدولية قد نددت في مناسبات عدة بواقع السجون المغربية”.

وتكتب أيضا  ”إل كونفدينسيال  ديجيتال”  الإسبانية، في عنوان لفيديو يتحدث عن الواقع الحقوقي للسجون المغربية، ”السجون المغربية: جحيم من التعذيب والإساءة إلى السجناء”.

ويعلق محلل سياسي إسباني، في برنامج إذاعي اثناء تناول التجربة السجنية للسجناء الإسبان الذين عادو إلى المغرب، رابطا بين واقع السجون وواقع حقوق الإنسان بالمغرب، قائلا “إن الواقع المرير للسجون بالمغرب يعكس تصور الدولة المغربية ومؤسساتها لحقوق الإنسان وكرامة الأشخاص”.

وارفقت  عدد من الصحف الإسبانية معالجاتها تلك بصور تظهر “واقع الاكتظاظ المزري” باعتباره احد مشاهد الجحيم بالسجون المغربية، بل احدث سجناء إسبان سابقون موقعا إلكترونيا  ”بلوغ” باسم ” كرسليس مرويكوس” يتضمن مواد صوتية ومكتوبة عن تجربة السجناء الإسبان  الصعبة بالسجون المغربية”.

موقع “ألف بوست” (بتصرف)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*