أصبحت الأودية العابرة وسط مدينة طنجة، تمثل قلقا كبيرا لسكان الأحياء المجاورة لها، خاصة مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تتحول مياهها الراكضة إلى مصدر للتلوث وإفراز الروائح الكريهة وتفريخ جميع أنواع الحشرات مضرة، ما نتج عنه بروز عدة أمراض جلدية وإصابات في الجهاز التنفسي لدى عامة سكان المنطقة، التي أضحت تصنف من بين المناطق المحظورة بيئيا.

وسبق لسكان هذه الأحياء، خاصة المجاورة لوادي السواني، أن التمسوا من الجهات المسؤولة رفع الضرر عنهم وتخليصهم من المؤثرات السلبية لهذا الوادي، مشيرين في نفس السياق، إلى الجزء الذي تمت تغطيته و ظل مهملا، مبرزين أنه أنه امتلأ بالنفايات والنباتات الطفلية والأحراش، ما جعله يتحول إلى ملجئ  للمنحرفين  والمشردين، الذي أصبحوا يشكلون مصدر قلق لسكان هذه الأحياء.

وبناء على الدور المناط بها، بادرت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة، إلى مراسلة والي الجهة لتنبيهه إلى الأخطار المحدقة بسكان الأحياء المحادية للأودية التي لازال سطحها عاريا، وركزت على وادي السواني، خاصة مقطعه المطل على حي السوريين وجزئه الممتد إلى ساحة الجامعة العربية، مطالبة في نفس الوقت بالتدخل والتعجيل بتغطية المقاطع المتبقية.

يذكر أن مشروع تهيئة ثلاثة أودية بطنجة (وادي السواني، وادي اليهود، وادي مغوغة)، الذي انطلق سنة 2009 وخصص له مبلغ إجمالي يصل إلى 225 مليون درهم على مدى أربع سنوات، يهدف إلى استعادة جمالية هذه الأودية وحماية الأحياء المجاورة والمناطق التي تضم فنادق وإقامات سياحية، خاصة وادي السواني، الذي يمر وسط المدينة، إذ تم تخصيص غلاف مالي له يصل 117 مليون درهم، تصرف في المرحلة الأولى، لبناء قناة مفتوحة انطلاقا من منابعه على طول يقارب 2,5 كلم، على أن تليها، في المرحلة الثانية، ببناء قناة مغطاة بعرض ثلاثة أمتار مربعة تهم مجرى الوادي ، وتأخذ  بعين الاعتبار الصبيب الأقصى في حال الأمطار الغزيرة.