المنتخب المغربي يبحث عن نقطة لتكريس أحقيته بريادة المجموعة وانتزاع بطاقة نهائيات روسيا

المنتخب المغربي يبحث عن نقطة لتكريس أحقيته بريادة المجموعة وانتزاع بطاقة نهائيات روسيا

9 نوفمبر, 2017

يخوض المنتخب الوطني المغربي، يوم السبت المقبل، مباراته السادسة والأخيرة، ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، أمام نظيره الايفواري بأبيدجان، وكله إصرار لتأكيد تفوقه على منتخبات المجموعة الثالثة، وحجز بطاقة التأهل لنهائيات المونديال للمرة الخامسة في تاريخ كرة القدم الوطنية، بعد انتظار دام 20 سنة.
وتمكن أسود الأطلس من انتزاع صدارة المجموعة الثالثة من المنتخب الايفواري، مستفيدين من تعثره بميدانه في مباراته الأخيرة أمام مالي، واكتساحهم لفهود الغابون، في مباراة قدم فيها أصدقاء خالد بوطيب أداء استثنائيا، توج بتسجيله لثلاثية تاريخية بمركب محمد الخامس أمام جماهير أوفت بكامل وعودها، وأضفت على فوز الأسود طابعا احتفاليا.
وكان بإمكان أمسية الثلاثية النظيفة أمام الغابون، أن تكون أمسية التأهل لكأس العالم، لولا التعادل الغير المنتظر في الجولة الرابعة في مباراة الاياب أمام المنتخب المالي بباماكو، لكن تأجيل الحسم في التأهل إلى المباراة الأخيرة، لن يمنع العناصر الوطنية من مواصلة تركيزها، وتقديم أدائها التصاعدي للعودة بتأهل تاريخي من أرض منتخب الفيلة المجبر على الفوز، فيما يكفي المنتخب المغربي التعادل لتحقيق المبتغى.
فالمنتخب المغربي لم يكتف، خلال مساره مند البداية إلى غاية الجولة الأخيرة، بانتزاع صدارة المجموعة، بل تفوق أيضا على منتخباتها في الجانب الدفاعي حيث لم تستقبل شباك الحارس المحمدي أي هدف لحد الآن، والشيء ذاته على مستوى خط الهجوم، بتوقيع الخط الأمامي للأسود تسعة أهداف جعلتهم أقوى خط هجوم، مع عدم تمكن أي منافس من إلحاق الهزيمة بأصدقاء العميد المهدي بنعطية.
وبالمقابل، فإن المنتخب الايفواري فشل في تحقيق كل هذه العلامات التي نالها الأسود، حيث انهزم بميدانه أمام المنتخب الغابوني بهدفين لواحد، وتلقت شباكه ثلاثة أهداف، وسجل خط هجومه سبعة أهداف، مما جعله يفقد صدارة المجموعة لصالح الأسود، ويأتي في المركز الثاني أيضا على مستوى خطي الدفاع والهجوم.
ودفعت هذه الأرقام، مدرب المنتخب الايفواري البلجيكي مارك فيلموت للاعتراف بقوة المنتخب المغربي بقيادة هيرفي رونار، حيث قال في ندوة صحفية، الاثنين الماضي بأبيدجان، “إن المنتخب المغربي أفضل حاليا من الكوت ديفوار، ويلعب بشكل منظم وجماعي، وقوته تكمن في وسط ميدانه المشكل من الأحمدي، وبوصوفة، وبلهندة، ونجم أياكس أمستردام الهولندي حكيم زياش”.
وبالاضافة إلى الدور المحوري والحاسم للاعبي وسط الميدان، في مقدمتهم بوصوفة والأحمدي، اللذان يطمحان لتتويج فترة تمثيلهما للمنتخب المغربي، بخوض نهائيات المونديال الروسي، فإن كلمة السر تكمن في الحارس منير المحمدي، الذي يقود خط الدفاع محققا العلامة الكاملة، ودون أن تستقبل شباكه أي هدف.
وإلى جانب المحمدي، فإن مصدر الثقة والأمان في خط الدفاع يتمثل في تواجد العميد المهدي بنعطية، والذي رغم الاصابات، دائما ما يكون حاضرا بتجربته وشخصيته القوية داخل الملعب، لإعطاء الاستقرار والثبات لأداء الأسود، مستعينا بتجربته وخبرته في المواعيد الكبرى، حيث سبق له لعب نصف نهاية عصبة الأبطال الأوربية مع بايرن ميونيخ الألماني أمام برشلونة الاسباني، والتواجد رفقة “اليوفي” في نهائي النسخة الماضية للمسابقة أمام ريال مدريد.
واختار الناخب الوطني هيرفي رونار، من خلال لائحة اللاعبين التي وجه لها الدعوة، الاعتماد على نفس دعامات الشكيلة الأساسية التي لعب بها المباريات الثلاث الأخيرة، حيث نجد إلى جانب اللاعبين الذين سبق ذكرهم تواجد كل من لاعب فنربخشة التركي نبيل درار، والظهير الأيمن لريال مدريد الاسباني أشرف حكيمي، ونور الدين أمرابط لاعب ليغانيس الاسباني.
والأكيد أن رونار سيعتمد على نفس التركيبة البشرية التي لعب بها المباريات الثلاث السابقة، خصوصا في ظل الانسجام والتماسك الذي يطبع أداء اللاعبين، وتمكن بعضهم من ضمان رسميتهم في الأندية التي يمارسون بها، أو لعب دقائق إضافية بالنسبة للبعض الآخر.
وتمني الجماهير المغربية النفس بأن يكون فوز فريق الوداد البيضاوي بلقب عصبة الأبطال الافريقية فألا حسنا على المنتخب المغربي في التأهل لنهائيات كأس العالم، خصوصا وأن الذاكرة الكروية المغربية تختزن أحداث مماثلة، أولها فوز فريق الجيش الملكي باللقب القاري سنة 1985، وتأهل المنتخب المغربي لمونديال 1986.
كما تحتفظ الذاكرة الكروية المغربية بتزامن آخر تأهل لأسود الأطلس لمونديال فرنسا سنة 1998، بتربع فريق الرجاء البيضاوي على عرش الأندية القارية سنة 1997 بعد تتويجه بطلا لعصبة الأبطال سنة 1997 أمام كولد فيلز الغاني.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*