الوسيني والعلمي نجما مساجد طنجة

الوسيني والعلمي نجما مساجد طنجة

12 يونيو, 2018

الأئمة وقراء التراويح المشهورين بمدينة طنجة، عددهم لا يتعدى رؤوس الأصابع، واستطاعوا بفضل أصواتهم الندية والرخيمة أن يحشدوا أفواجا كبيرة من المؤمنين، الذين يفدون من كل حدب وصوب على مساجدهم، التي تعمر حتى تفيض  بالقائمين والساجدين والذاكرين المبتغين للتواب والمغفرة.

ومن أشهر القراء والأئمة الذين صاروا “نجوما” بعاصمة البوغاز، وأصبحوا أعلاما تتراص خلفهم سيول هادرة من الركع السجود، الشيخ سعيد الوسيني، الذي جدب خشوع آلاف المصلين بمسجد “السوريين” العريق، لما حباه الله به  من  رخامة الصوت وجمال التلاوة وحلاوة النبرة وطول النفس، بالإضافة إلى تمكنه من قواعد التلاوة والترتيل.

ويعد الشيخ الوسيني، الذي رأى النور سنة 1978 بطنجة، من بين أشهر قراء القرآن بالمغرب بصفة عامة، لأنه يجمع بين الحفظ والعلم والإتقان في الأداء، حيث كان من أوائل الأئمة والقراء الذين استقطبوا آلاف المصلين من الشباب في تراويح رمضان، بفضل صوته الشجي الذي يحدث الخشوع في النفوس، ويزيد من درجات التدبر أثناء صلاة القيام.

وعن مساره، أشار الشيخ الوسيني، وهو متزوج وأب لطفلة واحدة، أنه حفظ القرآن منذ الصغر رفقة والده رحمه الله، تم تنقل بين كتاتيب قرآنية عديدة مكنته من حفظ كلام الله وقراءته بكفاءة عالية، قبل أن يلتحق بمدرسة التوعية الإسلامية بالمدينة، حيث درس بها لمدة ثلاث سنوات علوم الفقه والحديث والبلاغة والتجويد…

انطلاقة تألقه بدأت سنة 1996 من مسجد “الرياض” بمرشان، الذي اشتغل به إماما لصلاة التراويح، حيث اتسعت دائرة المعجبين بقراءته الشجية، وأصبح في نظر الكثيرين شيخ القراء بالمدينة، ما دفع بالقيمين على الشأن الديني بمسجد السوريين الشهير، إلى اختياره سنة 1999 لإمامة المصلين في الصلوات الخمس، ليساهم في جعل المسجد  قبلة يحج إليها المصلون والمعجبون من كل جهات المدينة المترامية الأطراف.

وغير بعيد عن مسجد السورين العريق، يتعالى صوت آخر مفعم بالعذوبة ولا يقل شأنا عن شيخنا الوسني، ويتعلق الأمر بالإمام والقارئ حجاج العلمي، الذي جعل من مسجد “بدر”، منذ توليه إمامة الصلاة وخطبة الجمعة في سنة 1998، محجا لأفواج هائلة من المصلين، رجالا ونساء وأطفال، الذين يمتلئ بهم المجسد حتى يفيض إلى خارج رحابه  في الشارع  المجاور والحديقة المقابلة له، في مشهد مفعم بالروحانية والسكينة والطمأنينة.

فقيهنا الشاب، المزداد سنة 1974 بقبيلة أنجرة (إقليم تطوان)، تجده، بالإضافة إلى صوته الذي يحدث الخشوع في النفوس ويروي القلوب بمشاعر السكينة والاطمئنان، (تجده) يساهم في خلق رواج لافت بأطراف المسجد وجوانبه، حيث تكثر الحركة وتروج أصناف كثيرة من التجارة التي يتعاطاها الشباب العاطل عن العمل، وهو ما يضفي على ليالي رمضان صور تجسد قيم الاحترام والتضامن والإخاء، التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف.

المختار الرمشي (الصباح)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*