وأبرز حرص جلالته منذ اعتلاء عرش أسلافه المنعمين، على أن يتم إنجاز هذا الإحصاء في نفس الشهر على رأس كل عشر سنوات، اعتبارا لما يوفره هذا الإحصاء دوريا من قاعدة معطيات أساسية ومحينة، حول مختلف مستويات التراب الوطني، تتيح التقييم الموضوعي لأداء السياسات العمومية في مجال التنمية وتشكل أداة ضرورية لإعداد مخططات جديدة، لتحقيق المزيد من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية، وفي مجال التنمية البشرية، من أجل ضمان العيش الكريم لكل المواطنين، ومواكبة ما يعرفه العالم من تطور متسارع في ميادين الاقتصاد والمعرفة والتكنولوجية والقيم المجتمعية.
وقال جلالة الملك في رسالته السامية إلى رئيس الحكومة “لا يخامرنا شك في أنك، رعاك الله، لن تذخر جهدا لتيسير إنجاز هذه العملية الوطنية الكبرى، في أحسن الظروف، ووفق شروط الحكامة الجيدة، بما يتطلبه ذلك من تدابير قانونية وتنظيمية، على أساس تعبئة جميع الإدارات العمومية، والمصالح اللاممركزة، والجماعات الترابية، من أجل ضمان إنجاحها”.
وفي هذا الإطار، دعا صاحب الجلالة بصفة خاصة، كلا من وزير الداخلية والمندوب السامي للتخطيط، للسهر على التنظيم الأمثل لهذا الإحصاء، وفي الآجال المحددة، وذلك بتنسيق محكم مع باقي القطاعات الوزارية، والمؤسسات العمومية، والسلطات والهيئات التمثيلية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية.
وقال جلالته أيضا “إننا ننتظر من جميع الولاة والعمال، العمل على تعبئة جميع الوسائل اللازمة، البشرية منها واللوجستيكية، وتوفير شروط التنسيق الفعال بين مختلف المصالح الإدارية والجماعات الترابية، بتعاون وثيق مع الإدارات الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط، ومصالحها الجهوية، حتى تكون هذه العملية في مستوى التقدير الذي نالته سابقاتها، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، على المعهود في الجميع من وعي بالمسؤولية وحرص على القيام بها على الوجه المأمول”.
كما أهاب جلالة الملك بجميع المواطنين في المدن والقرى، استقبال الباحثين والمؤطرين لعملية الإحصاء، بما عهده فيهم من غيرة على المصلحة الوطنية، ووعي بالغايات التنموية التي تهدف إليها، داعيا جلالته أيضا أفراد الجاليات الأجنبية، التي تقيم بكيفية دائمة أو مؤقتة، في مختلف أرجاء التراب الوطني، إلى السهر على تخصيص الحيز الضروري من وقتهم للمساهمة في هذه العملية.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره لنساء ورجال التعليم الذين سيتجندون للمساهمة في إجراء الإحصاء العام السادس للسكان والسكنى.