واشنطن والاتحاد الاوروبي يفرضان عقوبات على موسكو لتوجيه “رسالة قوية”

واشنطن والاتحاد الاوروبي يفرضان عقوبات على موسكو لتوجيه “رسالة قوية”

18 مارس, 2014
قرر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، فرض عقوبات محددة الاهداف بحق مسؤولين روس وموالين للروس لتوجيه “رسالة قوية” الى موسكو غداة الاستفتاء حول الحاق القرم بروسيا.

وتشمل هذه العقوبات التي اعلن عنها بفارق دقائق في بروكسل وواشنطن، عددا محدودا من المسؤولين الروس والاوكرانيين ولا تطال مبدئيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها تطال بشدة مقربين منه، على الاقل عقوبات الجانب الاميركي.

وقرر الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات على احد عشر مسؤولا روسيا واوكرانيا بينهم الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش.

وبين المسؤولين المعرضين لتجميد ارصدة في الولايات المتحدة، هناك ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي، ورئيسة مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ الروسي) فالنتينا ماتفينكو، واثنين من المستشارين المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين (فلاديسلاف سوركوف وسيرغي غلازييف) ونائبين في مجلس النواب (الدوما).

واوضح البيت الابيض ان تلك الاجراءات “توجه رسالة قوية الى الحكومة الروسية مفادها ان انتهاك سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا لها عواقب”، ويفترض ان يلقي الرئيس اوباما كلمة بشان اوكرانيا وان يدافع خلالها مبدئيا عن هذا الموقف الحازم.

من جانبهم، قرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي “عقوبات تتمثل في فرض قيود على تاشيرات السفر وتجميد ارصدة 21 مسؤولا اوكرانيا وروسيا”، وفق وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس على حسابه على تويتر.

واوضحت مصادر دبلوماسية ان العقوبات تستهدف 13 مسؤولا روسيا وثمانية اوكرانيين موالين للروس يؤخذ عليهم النيل من سيادة اوكرانيا ومن بينهم ثلاثة ضباط عسكريين كبار.

واضاف لينكيفيسيوس لفرانس برس “انهم قادة مزعومون في القرم وروس، خصوصا اعضاء مجلس الدوما وممثلو القوات المسلحة الذين شاركوا في عمليات غير شرعية”.

لكن هذه اللائحة الاولى التي ستنشر لاحقا مساء الاثنين في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي لا تشمل وزراء من الحكومة الروسية، وفق ما اوضح مصدر دبلوماسي.

وتقررت العقوبات الاوروبية لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد.

واعلن لينكيفيسيوس ان الاتحاد الاوروبي سيتخذ “عقوبات اضافية خلال الايام المقبلة”.

ولدى وصولهم الى بروكسل الاثنين، اعرب كل وزراء الخارجية الاوروبيين عن احتجاجهم وحزمهم ازاء روسيا.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “نحاول توجيه اقوى رسالة ممكنة الى روسيا (…) كي تدرك مدى جدية المسالة” غداة الاستفتاء “المزعوم” في القرم.

وهذه العقوبات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وهي عبارة عن المرحلة الثانية من “الرد التدريجي” الذي اتفق عليه رؤساء الدول والحكومات الاوروبيون في اول اجتماع طارئ حول اوكرانيا في السادس من اذار/مارس.

غير ان الاوروبيين يعتبرون انه لم يفت الاوان لايجاد حل سياسي وتفادي تفاقم الازمة الاوكرانية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على غرار نظرائه الاوروبيين “يجب ابداء حزم كبير وفي الوقت نفسه ايجاد طرق الحوار وعدم التصعيد”.

وبما ان الخيار العسكري مستبعد تماما، يعول الغربيون على عزل روسيا بشكل متزايد على الساحة الدولية ويحتفظون بامكانية فرض عقوبات اقتصادية وتجارية من شانها ان تتسبب في انعكاسات اخطر بكثير لان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يعتبران من اكبر ثلاثة شركاء موسكو.

واعلن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن ان روسيا “ستعاني” لان تحركها في القرم تسبب في “تخفيض سعر صرف الروبل” وفي “عزلتها في مجلس الامن الدولي” و”حتى انتقادات شركائها مثل كازاخستان وارمينيا”، مؤكدا “اصبح هناك خوف من روسيا الان، وهذا الامر يؤدي الى تراجع الاستثمارات والاقتصاد”.

وفي الاثناء يركز الاوروبيون على مساعدة السلطات الاوكرانية الجديدة على فرض نفوذها ويعدونها بدعم اقتصادي بقيمة 11 مليار يورو. ويستعد القادة الاوروبيون للتوقيع على الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي الجمعة المقبل، في اليوم الذي يفترض ان يعتمد خلاله البرلمان الروسي قرار الحاق القرم بروسيا.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*