شهدت طنجة، خلال السنوات الأخيرة، معدلات عالية من التطور في مجالات التنمية العمرانية، واكبتها مشاريع هامة انعكست بشكل إيجابي على جوانب ومجالات متعددة، وساهمت في إحداث نوعية متطورة من مراكز الترفيه وفضاءات اللعب المخصصة لتسلية الأطفال، التي أصبح بعضها يشكل وسيلة من وسائل الجذب السياحي للمدينة.
وتكتسي هذه الفضاءات أهمية خاصة بالنسبة إلى جميع الآباء والأمهات، الذين ظلوا لسنوات طويلة يطالبون بإنجاز ملاعب متميزة ومجالات تتوفر على فعاليات ترفيهية تجذب أطفالهم وتكون بعيدة عن مصادر الخطر، إذ يعتبر جل المهتمين بالشأن المحلي، أن الفضاءات العمومية التي تمت تهيئتها وتجهيزها بألعاب جديدة للأطفال، إضافة نوعية ومتنفسا يحج إليها الصغار والكبار في أوقات فراغهم للاستراحة والترفيه.
فجل الأحياء السكنية بمدينة طنجة، أصبحت اليوم تتوفر على مساحات للعب ملائمة لفئة الأطفال، تتميز بتجهيزاتها المتطورة وألعابها المتنوعة، إذ لقيت هذه العملية حماسا ملحوظا لدى عدد من الأطفال، الذين اقتحموا هذه الفضاءات وأصبحوا قادرين على اللعب وممارسة حقهم في الحركة والجري، فيما أبدى أولياؤهم ارتياحا ملحوظا لأن هذه المبادرة ستجنب أطفالهم اللعب على الطرقات، خاصة في الإجازات والعطل الأسبوعية..
و نجد، من أهم هذه الفضاءات، مركب “بلاي بارك مالباطا”، الذي لا يمكن لعابري خليج طنجة أن يمروا دون التوقف بملاعبه المختلفة وأضوائه المتوهجة، التي تبهر الصغار والكبار، خصوصا أن هذا النوع من الفضاءات الترفيهية، لا يوجد مثيل له في مدن المملكة، وهو ما يخلق ازدحاما يوميا بمحيط وداخل هذا المركب الترفيهي المكشوف، خاصة عند نهاية الأسبوع وفي العطل المدرسية.
ساهم في إنجاز هذا المركب الضخم، الذي فتح أبوابه في وجه أطفال وشباب المدينة في 15 يونيو 2010، كل من الشركة المغربية للهندسة السياحية (صاحبة المشروع)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (التمويل)، إضافة إلى الجمعية المغربية “أوسي بييا ماروك”، التي تكفلت بعملية التسيير، وهي الجمعية الوحيدة في المغرب المتخصصة في ألعاب الهواء الطلق.
يتكون المركب من ثلاثة مرافق أساسية، الأول يحتوي على ساحات وملاعب رياضية خاصة بكرة القدم المصغرة والسلة والطائرة والمستطيلة ومدار لألعاب القوى، فيما خصص المرفق الثاني للتزحلق الاحترافي بكل أنواعه، بينما يتكون الثالث من قاعدة مائية لممارسة جميع الألعاب المائية بما فيها القوارب والألواح الشراعية.
وأوضح محمد تاركو، مدير المركب، أن الهدف من إحداث هذا المركز هو التشجيع على ممارسة الرياضة وخلق روح التنافس الشريف بين الأطفال وبث الروح الرياضية لدى الممارسين، مبرزا أن الجمعية تراعي الجانب الاجتماعي لسكان المدينة، وتتيح لكل الأطفال فرصة اللعب والاستمتاع لفترة مفتوحة بأثمنة رمزية لا تتعدى درهمين للفرد، معتبرا أن هذا المبلغ زهيد جدا مقابل الخدمات التي توفرها الجمعية لقضاء وقت ممتع داخل المركب.
وقال تاركو لـ “الشمال بريس”، “نحن في هذه الجمعية، دخلنا في هذا العالم من أوسع الأبواب، لأننا تعاملنا مع أهم الشركات والوكالات العالمية المتخصصة في صناعة ألعاب الترفيه والألعاب السياحية، وقمنا بتكوين كل المشرفين والعاملين بالمركب في المجالات الرياضية الخاصة بهذه الملاعب، ما جعلنا نأخذ مكانا متقدما بين عدد من الدول الممارسة لهذا النوع الترفيهي، ونكسب ثقة الجمعيات الخيرية، التي تستفيد بالمجان من خدمات المشروع، وذلك بناء على اتفاقيات الشراكة المبرمة بيننا”.
وبخصوص التزحلق الاحترافي، أوضح مدير المركب أن الجمعية تسمح لكل الأطفال بممارسة هذا النوع الرياضي بالمجان، شريطة احترام قوانين اللعبة، التي تؤكد على ضرورة أخذ الدروس الأولية قبل الممارسة، مع ارتداء الخوذة ولوازم الحماية وأدوات التزحلق اللائقة، مبرزا أن الألعاب الشراعية لا يستفيد منها إلا الأطفال الذين يفوق سنهم 8 سنوات.
وتفيد سجلات الإدارة، أن المركب الترفيهي “بلاي بارك مالباطا” يشهد إقبالا غير عاد خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل المدرسية، إذ يزداد الإقبال على الألعاب المتوفرة وتفوق نسبة الملء 90 في المائة مقارنة بالأيام العادية، سيما أن المركب يوجد بالمحاداة مع البحر، ويشجع الآباء والأمهات على مرافقة أبنائهم من أجل التنزه وممارسة رياضة المشي على الشاطئ المجاور.