توقف الأشغال بالمستشفى الجهوي للأنكولوجيا بطنجة يثير جدلا واسعا

توقف الأشغال بالمستشفى الجهوي للأنكولوجيا بطنجة يثير جدلا واسعا

12 يونيو, 2013

لا أحدا في الجهة الشمالية من المملكة يمتلك الإجابة الصحيحة عن السر وحقيقة تأخر إنجاز المستشفى الجهوي للأمراض السرطانية بطنجة، الذي توقفت الأشغال به بشكل مفاجئ منذ شهور مضت، وجعل اليأس والإحباط يتغلغلان إلى نفوس آلاف المرضى من النساء والرجال والشبان والشابات والأطفال، الذين أصبحوا يقاسون الألم والعذاب مع أسرهم من هذا المرض الخبيث.

وخلف هذا التوقف غير المبرر من قبل الجهات المعنية، استياء واسعا لدى جل السكان بالمناطق الشمالية، الذين يمثل لهم هذا المشروع مطلبا ضروريا وملحا لا يحتمل التباطؤ والتأجيل، لاسيما أن مرض السرطان أضحى يتصدر بامتياز لائحة الأمراض المسببة للوفيات، ما ولد لدى جميع المواطنين بالجهة هاجسا يوميا وإحساسا بالخوف من الإصابة بهذا المرض الخطير، الذي أصبح يفتك في صمت مريب بالعشرات من سكان المنطقة.

ويتساءل عدد من المواطنين، الذين التقت بهم “الأخبار” عن الأسباب التي أدت إلى هذا التأخر، الذي دام لأزيد من ثلاث سنوات على الأقل، بالرغم من العهود التي قطعتها الوزارة على نفسها في عدد من المناسبات، إذ سبق أن أعلن في سنة 2009 أن المشروع سيتم افتتاحه في أفق 2010، تم جاء الوزير الحالي ليعلن تحت قبة البرلمان أن الافتتاح سيكون في سنة 2012، وهو الأمر الذي لم يتم تحقيقه لحد الساعة، ما جعل الجميع يتساءل عن الأسباب الحقيقية لهذا التأخر، وعن الجهة المسؤولة عن ذلك، هل هي الوزارة الوصية، أم المقاولات المكلفة بالبناء، أم الشركاء والمانحين الذين تخلوا عن التزاماتهم وتعهداتهم…

وفي هذا الصدد، أبدى منير المراكشي، رئيس أطباء الصحة العمومية بطنجة، استغرابه من التوقف المفاجئ للأشغال الجارية بالمستشفى الجهوي للأنكولوجيا بطنجة، وذكر أنه في غياب أي معطيات واضحة حول الجدول الزمني لإنشاء المشروع، وكذا التاريخ الرسمي لتشغيل هذا المستشفى، تبقى كل المراحل، سواء التي تم انجازها أو المتبقية لحد الآن، غير معروفة، وكذلك أسباب توقف الأشغال والجهة المتسبب في ذلك غير محددة.

وقال المراكشي لـ “الأخبار” إن “الجميع يعرف أن التعجيل بفتح هذا المركز الجهوي أصبح ضرورة ملحة، لأن نسبة الإصابة بهذا المرض المميت أصبحت مرتفعة بين سكان جهة طنجة-تطوان، وتتطلب أغلب الحالات المرضية اللجوء إلى مراكز الاستشفاء العمومية والخاصة خارج الجهة، إما بالرباط أو الدار البيضاء، خاصة الأمراض المتعلقة بالعلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة، وذلك يزيد من معاناة هذه الفئة ويضاعف من تكاليف العلاج والاستشفاء.”

وكان حسن بوهريز، نائب برلماني بعمالة طنجة، وجه أخيرا مراسلة شديدة اللهجة إلى وزير الصحة، يعاتبه فيها عن غياب الوزارة وتقاعسها في بدل جهد ميداني من أجل تطوير قطاع الصحة بإقليم طنجة-تطوان، وركز على توقف أشغال المستشفى الجهوي للأنكولوجيا منذ أكثر من سنة لأسباب مجهولة، مطالبا بتسريع ورش هذا المشروع وإتمامه لفائدة الآلاف من ضحايا السرطان، الذين يضطرون إلى تحمل عناء السفر ويواجهون عراقيل بالمستشفيات المركزية العمومية، وهو ما يؤدي إلى المزيد من العناء، بحسب رسالة البرلماني.

من جهة أخرى، أكد حسن قناب، المندوب الجهوي للصحة بطنجة، أن الوزارة لا تتحمل مسؤولية توقف الأشغال بورش المستشفى الجهوي اللانكولوجيا، مبرزا أن مهمة بناء وتأهيل وتجهيز المراكز الصحية المخصصة بمرض السرطان هي مهام تتكفل بها جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان والهيئات الوطنية والدولية والجهات المانحة، فيما يقتصر دور الوزارة على تزويد هذه المؤسسات، بعد الانتهاء من المراحل السابقة،  بالأطر الطبية والتنسيق بينها وبين ومختلف مؤسسات الرعاية العمومية.

المختار الرمشي – الأخبار

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*