لازالت ضحية لاعب المغرب التطواني، مهدي النملي، ترقد بغرفة انفرادية بالمستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان، بعد أن أجريت لها عملية قيصرية مستعجلة من قبل الدكتور الجراح العلوي رشيد، الذي اضطر لاستخلاص جثة جنينها، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية أنه فارق الحياة مباشرة على إثر الصدمة القوية التي تلقتها الأم، الاربعاء ماقبل الماضي (12 يونيو)، حين كانت تهم باجتياز شارع بالحي الإداري، وباغتها الاعب النملي بسيارته وسط ممر خاص بالراجلين، لتسقط مغما عليها وسط بركة من الدماء.
“الشمال بريس” تنقلت إلى مدينة تطوان، وزارت الضحية (أ.ح) بغرفتها، حيث وقفت على حقائق مثيرة ظلت حبيسة الكتمان، نتيجة تدخل أيادي خفية حاولت جاهدة لتغيير الحقائق وتحويل القضية من جناية يعاقب عليها القانون إلى حادثة سير عادية، إلا أنها فشلت أمام إصرار أسرة الضحية، التي لم تنهزم أمام الضغوطات النفسية، وظلت متشبثة بحقها إلى حين أن تغلب الحق وانهزم الباطل.
الضحية، البالغة من العمر 25 سنة، تحدثت لـ “الشمال بريس” وسردت بكل تلقائية تفاصيل الحادثة المؤلمة، التي نزعت منها طفلتها، التي كان يفصلها على رؤية هذا العالم، بحسب شهادة الطبيبة المشرفة على تتبع مراحل الحمل، سوى أيام معدودات، وذكرت أنها كانت تعمل يوميا على التمشي لمدة من الزمن تطبيقا لتعليمات ونصائح الطبيبة، واعتادت على المرور بهذا الشارع للوصول إلى حديقة مجاورة لمنزلها، إلا أنها تفاجأت بسيارة بيضاء مسجلة بالخارج، كانت تسير بسرعة جنونية، ولم تمهلها بلوغ نهاية الرصيف، حيث صدمتها بقوية وتسببت في مقتل جنينها وإصابتها بكسور وجروح مختلفة.
وقالت الضحية، إن “سائق السيارة، الذي تعرفت على هويته من خلال عدد من المواطنين الذين حضروا الحادث، لم يحترم ممر الراجلين، بالإضافة إلى أنه صدمني في الاتجاه المعاكس، ولم يتوقف إلا بعد حوالي 50 متر من مكان الحادث نتيجة السرعة التي كان يسير بها، كما أنه استبدل السيارة التي كان يسوقها، وهي من نوع “أودي” مسجلة بالخارج ،بسيارة أخرى من نوع “كولف 4″ كان يسوقها صديقه، مما أدخله في نقاش حاد مع عدد من المواطنين، الذين طالبوه بإرجاع السيارة إلى مكان الحادث، إلى حين حضور رجال الأمن وتحرير محاضر المعاينة وفقا للإجراءات والقوانين المعمول بها، وهو الأمر الذي رفضه السائق ومجموعة من الفتيات اللواتي كن يرافقنه، وكذا أحد أصدقائه الذي قام بسياقة السيارة ومغادرة مكان الحادث إلى وجهة مجهولة، وذلك أمام دهشة واستغراب الجميع”.
ولم تقو الضحية على توقيف دموعها، وهي تتحدث بحسرة بالغة على ضياع مولودها، الذي ظلت تحمله بين أحشائها لمدة تسعة أشهر، وقالت “كل الكسور التي تعرضت لها برجلي والجروح الغائرة التي توزعت على جزء كبير من جسدي تهون أمام فقدان “كبدي”، حيث لن أتنازل عن حقي وسأتابعه أمام القضاء، خاصة أنه لم يجرأ حتى على زيارتي بالمستشفى وكأن الأمر يتعلق بكلب أو حيوان ضعيف”.
واختتمت السيدة حديثها مع “الشمال بريس” بدعوة كل الجمعيات والهيآت الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني لتني قضيتها، التي تعتبر قضية كل أم يحتمل أن تتعرض لمثل هذا الاعتداء الشنيع، الناتج عن التهور وعدم احترام القوانين المعمول بها في بلادنا، خاصة مدونة السير، التي يجب أن تطبق بنودها بكل حزم على المستهترين بحياة البشر.
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتطوان، أمر، أمس الأربعاء، بإيداع اللاعب الدولي مهدي النملي السجن، وذلك تفعيلا لمسطرة الاعتقال احتياطيا على ذمة التحقيق، إلى حين عرضه على أنظار العدالة في جلسة حدد تاريخها في 26 يونيو الجاري بتهمة القتل غير العمد والسياقة بدون تأمين وانتهاء صلاحية الاستراد المؤقت لسيارة مسجلة بالخارج.