تحدثت سعيدة شاكر، برلمانية ونائبة عمدة مدينة طنجة، عن قضايا تهم الوضع الصحي والثقافي والاجتماعي بمدينة طنجة، وأكدت أن هذه المجالات تحتاج إلى وقفة تأمل وتقييم، قبل البدء في عملية التقويم، باعتبارها تمس في العمق الحياة اليومية للمواطن.
واعترفت شاكر، في حوار أجرته مع “الشمال بريس” ونشر بجريدة “الأخبار”، بصعوبة تدبير القطاع الاجتماعي نظرا للتزايد المستمر للجمعيات بالمدينة، وأكدت أن قطاع الصحة بالمدينة يعرف إكراهات تتعلق بالبنيات التحتية وقلة الموارد البشرية.
وفيما يلي نص الحوار:
من خلال ممارساتك اليومية والاحتكاك مع المواطن، كيف تقيمين الوضع الصحي بالمدينة؟
لا أخفيك سرا أنني تفاجئت خلال تجربتي السياسية بالتنافر الحاد ما بين الجماعة وقطاع الصحة، وهو شيء أعتبره غير معقول ولا مقبول، لأنه لا يمكن الاهتمام بمشاكل المواطن دون النظر أولا إلى وضعيته الصحية، قبل الخوض في مشاكل التعمير والنظافة والنقل وغيره من الأمور…
فنظرا للوضع الصحي المتدهور، خاصة ما يتعلق بالبنيات التحية المتهالكة لأغلب المراكز الاستشفائية بالمدينة، وكذا قلة الموارد البشرية وضعف الإمكانيات المتوفرة، حاولنا داخل المكتب، أن نوجه الاهتمام بالأساس إلى البنيات التحتية الأساسية، باعتبارها تمثل أولوية بالنسبة للمواطن، حيث قمنا بإعداد مجموعة من البرامج المستعجلة، وفي مقدمتها إعادة هيكلة جناح المرضى داخل مستشفى دوق دي طوفار، وأنجزنا جناح للإنعاش الطبي على مستوى عال، مع إحداث مصعد خاص بالمرضى، بالإضافة إلى تجهيز الجناحين الخاصين بأمراض الشريان والجهاز الهضمي بأجهزة متطورة، وذلك في انتظار إنشاء جناح خارج المستشفى خاص بالتشخيص.
إلى ذلك، قام المكتب بخلق قسم خاص لمرضى القصور الكلوي بمبلغ مليون درهم، لتخفيف الضغط على جناح مستشفى محمد الخامس، كما أننا نعمل على دعم كل الجمعيات المهتمة بهذا القطاع للرقي به إلى المستوى المطلوب.
ماهو تعليقك على احتجاجات بعض الجمعيات التي أقصيت من دعم الجماعة؟
إن القطاع الجمعوي صعب جدا نظرا للتزايد المستمر للجمعيات بالمدينة، حيث وصل العدد الآن إلى 86 جمعية، إلا أنني أتساءل ماذا قدمت بعض الجمعيات وأين موقعها ودورها في التنمية والتغيير؟ .
إن الأمر تطلب وقفة للتأمل والتقييم، قبل البدء في عملية التقويم، فكان لابد من اعتماد استراتيجية عمل داخل اللجنة الاجتماعية والثقافية للحد من هذا النزيف، ووضع آليات ديمقراطية جادة للمراقبة بمعايير محددة دون أي اعتبارات حزبية، وذلك وفق رؤيا واضحة وتصور حقيقي يساهم فيه رؤساء المجالس المنتخبة، ليتمكن الجميع من تتبع التطور الحاصل في المجالات الاجتماعية والثقافية بالمدينة، حتى نتمكن جميعا من تأسيس أرضية عمل تهدف بالأساس إلى تنمية حقيقية بشراكة مع كل الجمعيات جادة، التي تسعى إلى نشر ثقافة وطنية تنسجم مع الحاجة إلى إحداث تطور اقتصادي واجتماعي بالمدينة.
كيف ترون الوضع الثقافي بالمدينة؟
عرفت الثقافة أوجها في السبعينات والثمانينات ثم بعدها ركود وتقهقر، إلا أنه في السنوات الأخيرة عرف قفزة نوعية، فهناك الآن جمعيات جادة تهتم بكل الأنواع الثقافة كالموسيقى والمسرح والشعر والغناء والفنون التشكيلية، وأنا جد متفائلة بتطور هذا القطاع، الذي اعتبره من الأولويات تماما كقطاع الصحة والتعليم.
فالمدينة الآن تزخر، بفضل هذه الجمعيات، بمجموعة من المهرجانات ذات قيمة عالية تخطى صيتها الحدود المغربية ووصل إلى العالم العربي والدولي، وذلك أعطى إضافة نوعية للمشهد الثقافي داخل المدينة، التي يبدو أنها استعادت مكانتها الثقافية المعهودة.