افسدت الوقفات الاحتجاجية، التي نظمها تلاميذ تم إقصائهم من اجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية، فرحة المسؤولين في النيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعرائش، واحتفالاتهم بحصول النيابة على المرتبة الأولى على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة – تطوان، بنسبة نجاح بلغت 43.09% على مستوى المترشحين المتمدرسين.
وكان العشرات من تلاميذ ثانوية مولاي محمد بن عبد الله، إحتجوا أمام النيابة، وإستغربوا من اتهامهم بالغش ووضع كلمة غائب لعدد من التلاميذ، دون توضيح السبب، مؤكدين أنهم كانوا حاضرين بالقاعات أثناء مرحلة اجتياز إمتحان الباكالوريا، ووقعوا على لائحة الحضور بأسمائهم وأرقام امتحاناتهم، إلا أنهم تفاجئوا أثناء إعلان النتائج أنه تم إحتسابهم ضمن قائمة المتغيبين بدعوى الغش.
وكان العشرات من تلاميذ ثانوية مولاي محمد بن عبد الله إحتجوا أمام النيابة، وإستغربوا من إتهامهم بالغش ما دام أن القسم يحرسه ثلاثة أساتذة، فضلا عن زيارات يقوم بها مفتش المواد ورئيس المركز وكذا جولات نائب الوزارة.
ونفت تلميذة شملها الإقصاء، نفيا قاطعا أن تكون قد غشت في مادتها، لاسيما أنها تدرس مادة علوم الميكانيك والهندسة، وهي مادة علمية لا يوجد ما يمكن أن تنقله، مستغربة من اتهامها بالغش وسط حراسة مشددة تتكون من ثلاثة أساتذة، فضلا عن الزيارات التي يقوم بها بين الفينة والأخرى مفتش المواد ورئيس المركز، بالإضافة إلى جولات نائب الوزارة.
من جانبه قلل محمد الناجي، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالعرائش، من أهمية ما جرى، واعتبر أن الأمر لا يعدوا أن يكون عقابا لتلاميذ نجحوا بالغش في قاعة الدرس، إلا أن الأساتذة المصححين تمكنوا من ضبط الغش على أوراقهم ومنحوهم النقاط التي يستحقون.
وقال الناجي إنه “خلال هذه السنة قمنا بإجراءات مكنتنا من تحقيق تكافؤ الفرص بين الجميع، وذلك من خلال المجهودات الكبيرة التي بذلها الأساتذة في الحراسة داخل الأقسام، وكذا عند التصحيح، حيث عملنا مباشرة بعدما نشرت أجوبة الامتحان على مواقع الفايسبوك، على طبعها وتسليمها للمصححين، الذين ضبطوا نسخا طبق الأصل منها بين أوراق الامتحان، حيث تبين بما لا يدع مجالا للشك وجود حالات غش تم اتخاذ قرارات بحرمان أصحابها”.
كما أكد النائب أن عملية الاقصاء أشرفت عليها لجنة جهوية أنشأت على مستوى أكاديمية طنجة تطوان، بعد أن دققت في المحاضر وأثبتت الغش بالأدلة، داعيا التلاميذ إلى كتابة تظلماتهم وشكاويهم للإدارة التي سترد عليهم، وأن يعلم الجميع أنه من الآن وصاعدا لن يسمح بالغش في الامتحانات.
وكانت نادية رحال، رئيسة جمعية المحصحاص ومستشارة ببلدية العرائش، راسلت الكتابة الوطنية لحزبها، الاتحاد الاشتراكي، ودعته للتدخل بخصوص ما أسمته خروقات شابت عمليتي تصحيح الإمتحانات، مطالبة في نفس الوقت بالوقوف على هذه الخروقات التي لن تزيد، في رأيها، الجسم التعليمي ببلادنا إلا مزيدا من التأزيم.
ياسين العماري (الأخبار)