يعيش المجال الديني بالمناطق الشمالية، خلال الآونة الأخيرة، على وقع ما يصفه العديد من المواطنين “بالفوضى والتسيب”، نتيجة بروز اتجهات وتيارات دينية بدأت تنزل بكل ثقلها لفرض طقوس معينة، ما يعتبره البعض إعلانا عن “التحدي للقيمين على هذا المجال”.
وظهرت هذه التجاذبات الدينية جليا خلال الموكب الجنائزي للعلامة اسماعيل الخطيب، حين عمدت تيارات دينية تستمد فكرها من الهند وباكستان، إلى جانب نشطاء من التيار السلفي، إلى إنزال عناصرها وسط الموكب الجنائزي، وفرضها السير بالجنازة دون ذكر لا إلاه إلا الله، ومنع المشيعين من تلاوة سورة ياسين لحظة إنزال الراحل إلى قبره، ما خلف استنكارا من قبل عامة الناس من محبي الأستاذ اسماعيل الخطيب.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها فرض هذه الطقوس، بل سبق في كثير من المناسبات أن تعرضت المواكب الجنائزية لمثل هذه الممارسات، إذ غالبا ما يحاول أصحاب هذا التيار فرض منطقهم ومعتقداتهم، ما يؤدي في كثير من الأحيان، إلى وقوع اصطدامات أو احتكاكات نفسية مع أهل الميت او الميتة.
وكان المصلون بإحدى المساجد الكائنة بحي بوجراح بمدينة تطوان، فوجئوا قبل يومين، بعد انتهائهم من صلاة الفجر، بأحد شيوخ تيار ديني معروف بتشدده، يطلب منهم عدم مغادرة المسجد للاستماع إلى خطبته، مع العلم أن اسمه لا يوجد ضمن قائمة العلماء والخطباء المعلن عنهم ببرمجة دروس الوعظ والإرشاد التي تعدها الأوقاف، وذلك في تحد للمسؤولين عن هذا المجال.
وعلمت “الشمال بريس”من مصادر شبابية مختلفة، أن الميولات الفكرية لأصحاب هذا التيار، بدأت تتضح معالمها في صفوف بعض شباب “الألتراس” التطواني، ما يدفع إلى التساؤل عن “هل الأمر لا يعدو أن يكون صدفة أم إنه مخطط يرمي إلى بسط السيطرة على هؤلاء الشباب لاستغلال براءتهم في محطات قادمة؟، علما أن مثل هذه التنظيمات الرياضية استخدمت كورقة مهمة في الثورة المصرية.