عاشت منطقة بني مكادة بطنجة أجواء رعب حقيقة، أول أمس (الأحد)، بسبب معركة ساخنة جرت في شارع مولاي سليمان، بين تجار ومروجي المخدرات استعملت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة والزجاجات الحارقة.
وقال شهود عيان “إن المواجهات انطلقت عند حدود منتصف الليل، ولم تنته إلا عند حلول وقت السحور، وقد أسفرت عن خسائر مادية فادحة، إذ تعرضت عدد من السيارات إلى تكسير واجهاتها، كما حصل ارتباك كبير في حركة المرور، بسبب هذه المعركة التي وصفت بأنها “غير مسبوقة” بين تجار المخدرات بالمنطقة”.
وقالت مصادر من عين المكان إن أسباب نشوب هذه المعركة بين فصيلين، كانا إلى وقت قريب ضمن مجموعة واحدة، تتعلق بتصفية حسابات لها علاقة بالمخدرات.
المعلومات المحصل عليها من مصادر قريبة من هذين الفصيلين، تؤكد أن أحدهما كان يضم أشخاص سبق وأن عملوا مع شركات للنقل الدولي، ولهم دراية كبيرة ببعض الشاحنات التي تقوم بتهريب المخدرات، لذلك كانوا يعترضون هذه الشاحنات ويحاصرون السائق، الذي يستسلم ويسلمهم كميات مهمة من المخدرات، قبل أن يقوم أفراد هذه العصابة بتجزيئها وإعادة بيعها في الأحياء.
بيد أن صاحب هذه المخدرات الذي لا يمكنه أن يخبر عناصر الأمن بتعرض شاحنته للسرقة لأنها كانت تضم مخدرات، لجأ إلى الفصيل الثاني وطالبهم باستعادة بضاعتهم وعرض عليهم مقابلا مزجيا.
وتؤكد ذات بعض المصادر أن هذه كانت من بين أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع هذه المواجهات بين العصابيتن، إحداها كانت هي التي حررت أبرز مروجي للمخدرات من قبضة الأمن وهو مصفد اليدين قبل نحو شهر بحي أرض الدولة.
من جهتهم، أفاد شهود عيان أن عناصر الأمن حلت بأعداد كبيرة من أجل إيقاف المواجهة بين الفصيلين، ولدى اقتحامها لساحة المعركة، وجدت المتخاصمين وقد فروا من بين دروب الحي حاملين معهم أسلحتهم البيضاء وهو ما تسبب في ترويع كبير لسكان تلك الأحياء.
وذكرت مصادر أمنية، أن عناصر الأمن بالمنطقة الأمنية الإقليمية ببني مكادة، تقوم حاليا بعملية تفتيش معمقة للوصول إلى الجناة بعدما فشلت في توقيفهم أثناء المعركة.
بالمقابل، أفاد أحد تجار منطقة بني مكادة، أن المواجهات التي تحدث بين الفينة والأخرى، بين تجار المخدرات تحدث فوضى وارتباك داخل السوق الشعبي بالمنطقة، وهو ما يؤثر على حركة البيع.
وأضاف ذات المصدر أن رابطة التجار بالمنطقة سبق وأن راسلت الجهات الأمنية في الموضوع لعدة مرات، تنبههم إلى هذه المشكلة، لكن حسب نفس المصدر، فإن المواجهات مازالت تتكرر ولم يتم إيقاف هؤلاء الجناة.
عمر شعيب (أخبار اليوم)