أكد مصدر أمني مسؤول بطنجة، أن كل ما جاء في البيان الصادر عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان وشبكة جمعيات الشمال، المتعلق باختطاف واغتصاب مهاجرة إفريقية قاصر من قبل أربعة عناصر من القوات المساعدة بالمدينة، هو ادعاء باطل واتهام كاذب لا أساس له من الصحة.
وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأساب مهنية، أن بيان الجمعية اعتمد على تصريحات القاصر المشكوك في صحتها، لا سيما أنها جاءت غير متطابقة مع ما أدلت به أمام الطبيب الرئيس لقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، الذي دون أقوالها في شهادة طبية سلمها للجمعية، وتفيد أن الاعتداء الجنسي طالها من قبل أربعة أشخاص كانوا يرتدون لباسا مدنيا ومعهم عنصر واحد من القوات المساعدة، وذلك في واضحة النهار بمنطقة غابوية بضواحي المدينة (4 مساء)، وهو توقيت يضع أكثر من سؤال، لاسيما أننا في شهر رمضان.
واعتبر المصدر، أن كل ما أفصحت به الضحية مجرد مكيدة هيأتها رفقة مهاجرين أفارقة آخرين، بعد أن اشتد الخناق عليهم وأصبحوا شبه عاجزين عن مسايرة إيقاع الحملات التي تشنها السلطات الأمنية داخل الأحياء السكنية والمنازل التي يستأجرونها عن طريق وسطاء وسماسرة، خاصة بعد أن أصبح جلهم يمارسون أنشطة وسلوكات إجرامية تمثل خطرا على أمن المواطنين، ومن أبرزها انخراطهم في شبكات الهجرة السرية والاتجار في الخمور المهربة والمخدرات بشتى أنواعها، بالإضافة إلى تزوير العملة والنصب والسرقة الموصوفة.
من جهته، أكد فؤاد قابل، رئيس قسم المستعجلات بالمستشفى المذكور، أنه لم يلاحظ أي أثرا للتعنيف أو الاغتصاب على جسم المهاجرة “تينا ميلون” أثناء قيامه بفحصها، لاسيما أنه أخضع الضحية لفحص سريري ملموس، الذي يعتمد عادة في التشخيص الشرعي، وفحص كل من الساعدين والفاخدين ومحيط المهبل، مبرزا أنه لم يقف على أية خدوش أو جروح أو رضوض، مما يعني أن الضحية لم تتعرض لأي اعتداء جسدي أو جنسي.
وقال قابل في اتصال مع “الشمال بريس” إن “تينا ميلون”، التى لم يتجاوز سنها السادسة عشرة، اعترفت تلقائيا أثناء استجوابها بأنها اغتصبت وفضت بكرتها منذ سنتين بالكوت ديفوار من قبل عناصر الجيش، الذين قاموا بقتل أبيها وأمها أمام أعينها خلال الحرب الأهلية بين أنصار الرئيس “لوران غباغبو” وخصمه “الحسن وتارا”.
كما أكدت الضحية في تصريحها، يضيف قابل، أن الاعتداء عليها تم من قبل 4 أشخاص بزي مدني كان يرافقهم عنصر من القوات المساعدة، الذي لم يشارك في عملية الاغتصاب، بل اكتفى بالمراقبة إلا أن أشبع أصدقاءه رغبتهم الجنسية وأطلقوا صراحها، مشيرا إلى أن الإفريقية لم تكن تعاني من اضطرابات نفسية وهي تسرد قصتها دون أن تتحسر على ما وقع، وهو أمر يشكك في مصداقية أقوالها.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الانسان وشبكة جمعيات الشمال بطنجة أصدرا بيانا مشتركا اعتمدتا فيه على شكاية تقدمت بها للجمعية المهاجرة ” تينا ميلون”، وذكرت فيها أنها تعرضت للاختطاف، يوم الخميس فاتح غشت الجاري، من طرف دورية للقوات المساعدة مشكلة من خمسة أفراد، الذين قاموا بتعنيفها ونقلها الى منطقة غابوية، قبل أن يغتصبها أربعة منهم بالتناوب لأزيد من سبع ساعات (من 4 زوالا إلى 11 ليلا)، ثم أخلوا سبيلها بالمنطقة نفسها.