أبرمت الوكالة الخاصة لميناء “طنجة المتوسط”، أخيرا، عقدا مع شركة بريطانية متخصصة في أمن الموانئ، من أجل توفير نظام أمن متكامل يسهر على حماية الأشخاص والبضائع بمحيط الميناء وداخله، ويساهم في تنظيم وتسهل المرور البحري بالمنطقة الساحلية والبحرية التابعة لهذا المركز البحري العالمي.
وفوتت الصفقة للشركة الفائزة بالمناولة “جي4″، بعد أن التزمت هذه الأخيرة بتنفيذ كل البنود المسطرة في دفتر التحملات، الذي وضعته السلطة المينائية لطنجة المتوسط، ويشترط توفير ما لا يقل عن 300 عامل متخصص في الأمن المينائي، أغلبهم مغاربة، ويمتد العقد لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، مقابل مائة وثلاثين مليون درهم.
وأفادت مصادر جد مطلعة، أن إقدام الوكالة المكلفة بتسيير الميناء المتوسطي على التعاقد مع هذه الشركة العالمية، جاء بعد أن فشلت شركة “برينكس” في إقناع المسؤولين بتجديد عقدها الذي استمر على مدى الثلاث السنوات الماضية، لاسيما أن الميناء أصبح في الآونة الأخيرة مهددا بخطر الإرهاب والاتجار الدولي بالمخدرات والهجرة السرية نحو السواحل الإسبانية.
وعرف ميناء “طنجة المتوسط”، خلال الشهور الأخيرة سلسلة من الارتدادات الأمنية، كانت أهمها فضيحة 27 أبريل، حين أحبط الحرس المدني الإسباني بميناء الجزيرة الخضراء عملية تهريب أزيد من 32 طنا من مخدر “الشيرا”، وضبطت على متن شاحنة عبرت الميناء المتوسطي دون أن تخضع لعملية المراقبة، حيث اعتقل من أجلها أربعة أشخاص من بينهم رجل أمن خاص.
كما أن تورط أفراد شركة الأمن الخاص، المكلفة بمراقبة الشاحنات المتوجهة إلى الموانئ الإسبانية، في شبكة لتهجير القاصرين صوب أوروبا، ومشاركتهم في قضايا تتعلق بتسهيل عمليات الهجرة السرية، عجل بالتعاقد مع الشركة البريطانية المذكورة، من أجل وضع حد لمثل هذه التسربات، التي تشوه وجه المغرب أمام شركائه في الضفة الأخرى.
وكان المسؤولون بميناء طنجة المتوسط، بادروا منذ لحظة انطلاق الأنشطة بالميناء، إلى توقيع عقد أمني بقيمة 20 مليون أورو مع شركة “كاسيديان”، التابعة للمجموعة الأوربية “إيدس”، التي نشرت 2.000 من المعدات الإلكترونية الأمنية بالميناء، كما عملت، خلال الفترة الأخيرة، على تزويد الميناء بعدة وسائل أمنية ووقائية، من بينها تثبيت 500 كاميرا مراقبة أمنية و700 جهاز استشعار إلكتروني، من أجل تأمين هذه المنشأة الإستراتيجية على محور جبل طارق، إذ يتم، في حال وجود تهديدات أمنية، معالجة وتحليل أزيد من 340 مقطع فيديو بشكل مستمر.
إلى ذلك، قامت نفس الشركة، بتشغيل النظام المتكامل للأمن البحري “إيمارسيك” ويشتمل على المراقبة بالفيديو وتحليل المحتوى، وكذا المراقبة البحرية ونظام التحكم بالدخول، الذي يتضمن التعرف البيومتري والضوئي على الرموز، ونظام للنداء العام، وشبكة اتصالات وغرفة تحكم، بالإضافة إلى تركيب نظام معروف باسم “SecuriSyte”، ويعمل حسب ابتكار إدارة أمن الميناء، إذ يتيح للمشغلين إمكانية إدارة الأنظمة الفرعية المتكاملة بالاستعانة بواجهة مفردة وموحدة.
المختار الرمشي (الأخبار)