إشراك المرأة في تأطير الحقل الديني بمثابة إرجاع الأمور إلى أصلها

26 سبتمبر, 2013

ouidadأجرت وداد العيدوني، منسقة خلية شؤون المرأة وقضايا الأسرة بالمجلس العلمي بطنجة، حوارا مع صحيفة “الشمال بريس”، تحدثت خلاله عن مجموعة من القضايا التي تهم المرأة، وركزت بالأساس على توعية نساء المدينة وإشراكهن في تأطير الحقل الديني، وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ في البداية أود إعطاءنا فكرة عن خلية شؤون المرأة وقضايا الأسرة بالمجلس العلمي بطنجة؟

خلية المرأة والأسرة بالمجلس العلمي المحلي بطنجة، التي تشكلت منذ سنة 2005 بقرار ملكي، تتكون من مجموعة من الواعظات اللواتي يعملن تحت إشراف المجلس، وهي تهدف إلى توعية نساء المدينة بقضايا دينهن، وتأكيد المرجعية العلمية في الخطاب الديني، كما تساهم في تفعيل العمل الثقافي بالمدينة، وتعزيز الأمن الروحي في ظل تحولات المجتمع المعاصر.

أما وظيفتها الأساسية فتتمثل في نشر مبادئ ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة، والإشراف على الوعظ والإرشاد، وتنظيم حلقات دينية لتوعية المرأة وتأطيرها تأطيرا دينيا بعيدا عن الإفراط والتفريط.

 ـ في نظرك ماهي الإضافة التي أتت بها المرأة في المجالس العلمية عموما؟

في البداية لا بد من الإشارة إلى مسألة أساسية في هذا السياق، وهي أن القرار الملكي بإشراك المرأة في تأطير الحقل الديني جاء بمثابة إرجاع الأمور إلى أصلها، وتأكيدا لأمر واقع وثابت في أصول الشريعة وتاريخ الإسلام، فالمرأة حفظت لنا نصف الدين بمنطوق الحديث الشريف، ففي الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء، في إشارة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ويروي عنها المحدثون أكثر من ألفي حديث. فالمرأة في الإسلام كانت إلى جانب الرجل رائدة في حمل لواء العلم الشرعي روايةَ ودرايةَ.

ثم إن المرأة هي أقدر على فهم انشغالات النساء ومشاكلهن وقضاياهن وخصوصياتهن، وغير ذلك مما يتوقف عليه الكثير من الأحكام الفقهية. كما أن وجودها في المجالس العلمية رفعا للحرج بالنسبة للنساء المستفتيات اللواتي قد يستحيين أو يجدن حرجا في بسط قضاياهن ونوازلهن الفقهية أمام الرجل.

هذا بالإضافة إلى ما يمكن أن تقدمه المرأة للشأن الديني من مبادرات وأفكار، ومن خدمات علمية وغيرها.

على المستوى المحلي، ماذا حقق المجلس للمرأة “الطنجاوية”؟

إن المجلس العلمي بالمدينة، من خلال هذه الخلية، يمكنني التأكيد على أنه منح للمرأة الفرصة لكي تعيش حالة من النشاط الملحوظ في كافة القضايا المجتمعية، ومنحها أيضا الأدوات التي تساعدها على تعزيز مشاركتها في مجال العمل الديني والفكري والثقافي والاجتماعي… حيث أضحت تشكل مؤشرا صادقا ومعبرا عن التطور الذي تشهده المرأة المغربية بما يتناسب مع الفهم السوي لديننا الإسلامي النبيل، ويتماشى مع قيمنا الثابتة.

فالمجلس، بالإضافة إلى الأنشطة الاعتيادية المنتظمة التي يقوم بها في المساجد والاجتماعات التوجيهية مع الواعظات والمرشدات والمقرءات ومؤطرات محو أمية، هناك أنشطة نوعية جعلنا منها تقليدا سنويا ثابتا، كبرنامج شهر القرآن، وساعة خير، وربيع النور الخاص بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى دورات إرشادية للمقبلين على الزواج من الرجال والنساء، وهي محطة نحرص على تنظيمها كل سنة بمشاركة عدد من الباحثين المهتمين ذوي اختصاصات قانونية وطبية وشرعية.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*