لازالت حوادث السير المميتة تحصد أرواح مستعملي الطريق بمدينة طنجة وضواحيها، في منحى تصاعدي يثير مخاوف جدية لدى الساكنة، بعد تسجيل سلسلة من الحوادث خلال الأيام الأخيرة، خلفت مقتل خمسة أشخاص، من بينهم امرأة، في وقائع مختلفة داخل المدار الحضري وخارجه، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول “نزيف الطرق” وضرورة تشديد المراقبة والصرامة في تطبيق قواعد السلامة.

آخر هذه الحوادث وقع الأحد الماضي على مستوى منطقة “السحتريين” بضواحي المدينة، حين لقي رجل في الأربعينيات من عمره مصرعه بعد اصطدام دراجته النارية بسيارة خفيفة، ما تسبب له في إصابات خطيرة عجلت بوفاته في الحال، ليتم نقل جثته إلى مستودع الأموات، فيما فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات القانونية.

وفي حادث مأساوي ثان، شهد محج محمد السادس بمنطقة مالاباطا، مساء السبت الماضي، واقعة وفاة شاب يبلغ من العمر 31 سنة، جراء دهسه في ظروف غمضة من قبل سيارة من نوع “كليو”، حيث لاذ سائقها بالفرار تاركا الضحية مضرجا في دمائه، قبل أن يفارق الحياة بالمستشفى متأثرا بإصاباته البليغة، ما أثار موجة غضب واسعة ومطالب بإيقاف السائق وتقديمه للعدالة.

كما شهد شارع مولاي علي الشريف وسط المدينة، فجر الأربعاء الماضي، حادثة مميتة راح ضحيتها رجل مسن كان في طريقه لأداء صلاة الفجر، بعدما صدمته سيارة لنقل العمال أثناء عبوره ممر الراجلين، إذ فر السائق قبل أن تتمكن المصالح الأمنية من توقيفه بعد ساعات، اعتمادا على تسجيلات كاميرات المراقبة.

أما الحادث الأكثر مأساوية فوقع بمنطقة حكامة (15 كلم شرق طنجة)، بعد انقلاب شاحنة محملة بحصى البناء فوق سيارة صغيرة من نوع “كانغو”، بسبب فقدان السائق السيطرة على المقود بمنعرج خطير، ما أدى إلى وفاة زوجين شابين على الفور، حيث خلف المشهد صدمة قوية في صفوف سكان المنطقة ومستعملي الطريق.

واثارت هذه الحوادث المتتالية موجة استياء واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وأسئلة ملحة حول أسباب تناميها، بين تهور بعض السائقين، وضعف التشوير الطرقي، ورداءة بعض المقاطع الطرقية، وغياب المراقبة الصارمة.

ودعا ناشطون إلى تعزيز الدوريات الأمنية، وإعادة النظر في مخططات السير، وتشديد المراقبة على السرعة والتجاوزات الخطيرة، وشددوا على ضرورة اصلاح منظومة امتحانات الحصول على رخص القيادة، معتبرين أن محاربة الغش والوساطة في منح هذه الرخص سيكون له أثر مباشر في تحسين السلامة الطرقية.