أكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع طنجة)، أن وفاة المهاجر السينغالي “موسى سيك” لا يمكن عزله عن سياق التدخلات التي تقوم بها السلطات الأمنية في إطار حملاتها التمشيطية ضد المهاجرين الافارقة من جنوب الصحراء.
وذكرت الجمعية، في تقرير مفصل حول وفاة “سيك”، أن سقوط الضحية، أمس الخميس، من الطابق الرابع ووفاته بمستشفى محمد الخامس، كان نتيجة تدخل السلطات الأمنية بمنطقة بوخالف، مؤكدة أن الضحية قد تعرض للإهمال الطبي خلال تواجده بقسم المستعجلات، وأن الفحوصات التي قدمت له كانت بطيئة ومتأخرة عجلت بوفاته.
وطالبت الجمعية في نفس التقرير، الذي تتوفر “الشمال بريس” على نسخة منه، بفتح تحقيق مستقل ونزيه حول ظروف وملابسات وفاة الضحية السينغالي، ومحاسبة كل من تتبث مسؤوليته في ارتكاب هذه الجريمة.
وعزز التقرير استنتاجاته بشهادات لعدد من رفقاء الضحية، الذين أكدوا لأعضاء الجمعية أن عناصر من الشرطة والقوات المساعدة اقتحموا عليهم الشقة حوالي الساعة السادسة صباحا، وشرعوا في تعنيفهم وقاموا بضرب “سيك” بالهراوة على مستوى العنق والفك السفلي وأسفل الأرجل، ليفقد موسى توازنه و يتكئ على الشرفة، قبل أن يدفعه شرطي بيديه ليسقط أرضا من الطابق الرابع.
وفي إطار البحث والتحري بخصوص هذا الموضوع، التقت الجمعية بوالي الأمن بالمدينة، الذي اعترف بقيام السلطات الأمنية بحملة تمشيطية في صفوف المهاجرين بمنطقة بوخالف، إلا أنه نفى مسؤولية رجال الأمن في قضية “سيك”، مؤكدا أنه سيتم فتح تحقيق معمق في هذا الموضوع لمعرفة ظروف وملابسات هذا الحادث”.