تبدأ، غدا الثلاثاء (22 أكتوبر الجاري)، بمحكمة الاستئناف بتطوان، أولى جلسات محاكمة الإنجليزي “روبرت إدوارد بيل” المتابع بتهم “الفساد والاختطاف وهتك عرض قاصر بالعنف والإقامة غير القانونية بالمغرب”.
وتنطلق فصول محاكمة الإنجليزي، البالغ من العمر 59 سنة، بعد أن أنهى معه قاضي التحقيق بنفس المحكمة جلسات الاستنطاق التفصيلي، وقرر متابعته بالتهم المنسوبة إليه، حيث ستحظى هذه القضية بمتابعة واسعة من طرف الرأي العام الوطني والدولي، الذي ينتظر بشغف كبير كلمة الفصل في هذه القضية، التي تعيد إلى أذهان كل المغاربة قضية المجرم الإسباني “دانيال كالفان”.
وتعود أطوار هذه القضية، إلى يوم 18 يونيو من السنة الجارية، عندما حاول “روبرت إدوارد بيل”، المبحوث عنه من طرف الأنتربول، اختطاف طفلتين بحي كويلما الشعبي بتطوان، الأولى، التي تبلغ حوالي 8 سنوات من عمرها، استطاعت الإفلات منه والاختفاء داخل روض للأطفال، أما الثانية، ذات ست سنوات، فعمد إلى استدراجها نحو سيارته من نوع “بوجو” مرقمة باسبانيا، قبل أن يخطفها ويفر بها في اتجاه منطقة أزلا، التي تبعد بحوالي 7 كيلومترات عن تطوان، حيث كان يكتري بها منزلا رغم عدم توفره على وثائق الإقامة.
وأثناء الطريق، ونظرا لمقاومته من قبل الطفلة، اصطدم بحاجز اعتيادي للدرك الملكي بأزلا، وعاد أدراجه ليحاول الفرار عبر طريق الدائري، إلا أن أحد المواطنين قام بتوقيفه بإحدى محطات البنزين، واتصل بالشرطة التي حضرت إلى عين المكان وقامت باعتقاله وتحرير الطفلة.
وكان مرصد الشمال لحقوق الإنسان أكد في بيان له أن “الطفلتين تعانِيان جراء الحادث من وضعية نفسية جد صعبة، تتمثل في الاختناق والرعب والخوف وعدم القدرة على النوم، حيث عرضا على طبيب نفسي لمعالجتهما من آثار هذه الصدمة الخطيرة.
يذكر، أن “روبرت إدوارد بيل” كان قد استقر باسبانيا بعد أن قضى عقوبتين متتاليتين في بريطانيا بسبب ارتكابه لجرائم جنسية ضد أطفال، حيث تم اعتقاله سنة 2007 بتهمة محاولة اختطاف قاصر في مدينة “هولويل” والحكم عليه بست سنوات سجنا، كما أُدينَ لاحقا بتهمة خرق المراقبة المفروضة عليه والحصول على صور جنسية للأطفال قاصرين، ليهرب بعد ذلك إلى المغرب بعد أَصدرت وزارة الداخلية الإسبانية مذكرة اعتقال في حقه بسبب محاولته اختطاف فتاة تبلغ من العمر 12 سنة في مدينة “بيليز مالقا” بجنوب اسبانيا، حيث تعتقد الشرطة أنه قد يكون ارتكب جرائم أخرى لم يتم التبليغ عنها.