منعت القوات العمومية بمدينة أصيلة، ظهر أمس (الجمعة)، عددا من المستخدمين بمعمل “كاطلاناس” للخياطة، من تنظيم مسيرة احتجاجية نظموها للمطالبة بإرجاع زملائهم المطرودين من العمل، والتصدي لصيغ التعاقد التي تفرضها الشركة دون احترامها  لمدونة الشغل والقوانين المنظمة للعلاقة بين العامل والمشغل.

وعملت القوات العمومية، التي كانت تتكون من عناصر الشرطة وقوات التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة، على تطويق المنطقة المحيطة بالمعمل، ومنعت المتظاهرين من السير في تجاه شوارع المدينة، حيث اكتفى العمال بترديد شعارات تدين السياسة اللاشرعية واللاقانونية الممنهجة من قبل إدارة المعمل، وتطالب بتكريس دولة الحق والقانون واحترام بنود مدونة الشغل لضمان حقوق العمال المهدورة.

 وذكر المتظاهرون، أن طردهم، الذي وصفوه بـ”النكبة الاجتماعية”، عصف بمصير عدد من العاملات والعمال، وكانت له تداعيات وخيمة على أسرهم، التي قطعت أرزاقها وحكمت عليها بالتشريد والتجويع، مؤكدين أنهم صامدون إلى حين رجوع كل العمال المطرودين لعملهم، وتمتيعهم بكافة حقوقهم التي يكفلها القانون، محذرين، في نفس الوقت، ربة العمل الإسبانية من مغبة التلاعب بمصير العمال وحقوقهم المشروعة.

ويأتي هذا التدخل، مباشرة بعد أن منعت القوات العمومية المصلين من أداء صلاة الجمعة بالمنطقة المحاذية للمسجد الأعظم، الذي أغلق يوم 29 أكتوبر المنصرم بقرار من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، بدعوى الحفاظ على سلامة المصلين، وهو الأمر الذي أصبح يندر بتطور خطير من الممكن أن يحول هذه المدينة الهادئة إلى بؤرة للاحتجاجات والاصطدامات الناتجة عن سوء تدبير الشأن الجماعي واللجوء إلى المقاربة الأمنية لحل  المشاكل الاجتماعية المزمنة بالمدينة.