أحرجت تدخلات تلاميذ وتلميذات التقى بهم رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية، أمس (الخميس)، في إطار فعاليات الملتقى الأول “شباب من أجل حقوق الطفل”، حين واجهوه بمجموعة من العوائق والاختلالات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين بالمغرب.
وسرد الأطفال، بلغة جريئة وصريحة، مواضيع تتعلق بالمقررات الدراسية التي اعتبروها من أثقل المقررات في العالم، وكذا إشكالية تدريس المواد العلمية بالعربية في الثانوي وبالفرنسية في الجامعة، مشيرين إلى علاقة الساعات الإضافية بالمراقبة المستمرة والنقط المبالغ فيها، التي تضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين المتمدرسين، بالإضافة إلى العنف الممارس من قبل بعض المدرسين بكل الأسلاك التعليمية، ناهيك عن التغيبات المتكررة للمدرسين والتحرش وضعف التجهيزات والوسائل التعليمية وتردي بنيات وفضاءات بعض المؤسسات التعليمية…
كما تطرق طلبة من الأقسام التحضيرية، الذين عبروا عن يأسهم نتيجة الآفاق المحدودة لهذه الشعبة، التي لا تسمح بالولوج إلى بعض المعاهد العليا، وكذا تقليص المنح المرصودة للمتفوقين للدراسة بالخارج.
وفي رده على هذه التساؤلات، اعترف بلمختار، بالاشكاليات والتعقيدات التي يعيشها التعليم بالمغرب، الذي عرف، بحسب الوزير، تراجعات كبيرة بالمقارنة مع ثلاثين سنة الماضية، حيث كان مستوى تلميذ التاسعة إعدادي يضاهي مستوى الإجازة الحالي، مبرزا أن هناك دولا ترصد إمكانيات أقل مما ترصد في المغرب لقطاع التعليم، ومع ذلك يتم تحقيق نتائج جيدة، مؤكدا على ضرورة تشخيص الوضع الحالي وتحليله بشجاعة كبيرة لإيجاد الحلول الناجعة والنهائية.
وشدد الوزير على ضرورة مساهمة الجميع، من الوزارة والأكاديمية والنيابة والمؤسسة والأستاذ، إلى الآباء والجمعيات بكل تخصصاتها والتلاميذ والطلبة… من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه الإشكالات، التي اعتبرها قضية سلوك وقيم تستدعي بالدرجة الأولى التحلي بالروح الوطنية.
يذكر أن فعاليات هذا التظاهرة، المنظمة من قبل المرصد الوطني لحقوق الطفل، تحت شعار “سلامة وأمن الأطفال مسؤولية الجميع”، نظمت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وترأسته صاحبة السمو الأميرة للا مريم، حيث يهدف إلى “ترسيخ مختلف المكتسبات المتعلقة بوضعية الطفل في المغرب، ووضع مقاربات جديدة لمعالجة الإشكاليات والصعوبات التي تواجه الطفل بالمغرب، وكذا خلق فضاء للنقاش بين الشباب لفائدة الطفل وحقوقه”.