لوحت أحزاب سياسية باستخدام ورقة زراعة القنب الهندي، لحشد الدعم لمرشحيها في الانتخابات المقبلة.
وكشفت مصادر مطلعة، أن دعوات بعض الهيآت السياسية إلى تقنين زراعة “الكيف”، تروم مزاحمة السلطات المحلية في صناعة الخرائط الانتاخبية ببعض الدوائر، في الأقاليم التي تشهد انتشار هذه الزراعات، مشيرة إلى أن غثارة هذه القضية، في تزامن مع الكشف عن موعد الانتخابات الجماعية المقبلة، يكشف أن بعض المنتخبين بات يضايقهم تحكم السلطة من خلال توظيف هذه الورقة، بالضغط على المزارعين وتجييشهم للتصويت على مرشحين دون غيرهم، وتوجيه العملية الانتخابية باستعمال “الكيف” في الضغط على الناخبين، ومنعهم من الاحتجاج بدعوى أنهم موضوع مذكرات بحث بسبب هذه الزراعة.
ويتجادل الساسة مطالبين بتقنين زراعة “الكيف” مع اقتراب موعد الانتخابات، وكان حزب “البام” في لقاء نظمه بمنطقة “كتامة” إبان الانتخابات الجماعية، دعا إلى تقنين زراعة القنب الهندي، حتى ينتهي احتكارها والتحكم فيها، وهو الطرح الذي دافع عنه قياديون استقلاليون، بدعوى أن لا مورد لمزراعي هذا النوع من الزراعة، في حين أن وزارة الأوقاف نفسها، تكري أراضي تابعة لها يتم استغلالها في زراعة القنب الهندي، على مساحة ألف هكتار، إذ تستخدم مداخيل الكراء في دفع أجور العاملين بالإدارة والعلماء وتمويل الأنشطة الدينية.
وكشفت نفس المصادر، أن دخول “الكيف” معترك السياسة، قد يدفع إلى تشريع قوانين خاصة بالاستعمال الطبي والصناعي لهذه النبتة، وذلك لقطع الطريق أمام محاولات بعض المنتخبين، تسييس القضية، وتحويلهل إلى ورقة ضغط انتخابية.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الضغوطات التي مارسها هؤلاء المنتخبون كانت وراء تنظيم لقاء بمجلس النواب، حول دور الاستعمالات الايجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل، وعلى غرار تجارب دولية.
وتتخوف بعض الأحزاب، من استمرار لعب ورقة “الكيف” في رسم الخرائط الانتخابية مستقبلا، في حين يستقطب المرشحون، بهذه الدوائر أصوات الناخبين، عبر طمأنة المزارعين وتقديم ضمانات بتوفير الغطاء السياسي لزراعاتهم، مقابل أن يصوتوا لهم في الاستحقاقات، وهي وضعية تجعل تدخلات قوات الأمن انتقائية، تستهدف مناطق دون غيرها.
وكان برلماني استقلالي، كشف أن نحو أربعين ألفا من مزارعي القنب الهندي، يعانون بهذه المناطق، بسبب وجود أسمائهم ضمن مذكرات بحث صادرة في حقهم، وهي وضعية تجعلهم في حالة فرار دائم وتحرمهم من حقوقيهم الادارية، بسبب مساطر البحث المتابعين بها، لامتهانهم زراعات تغزو عددا من الأقاليم بشمال المملكة.
ووفق إحصائيات وزارة الداخلية، فإن حوالي 90 ألف عائلة تعيش بمناطق زراعة “الكيف” تعيش على هذه الزراعات، ما يعادل 700 ألف ناخب، يتوزعون على الدوائر الانتخابية بهذه المناطق.
إحسان الحافظي ـ صحيفة “الصباح”