أسفرت مواجهات عنيفة شهدتها مدينة طنجة، مساء اليوم الأربعاء، بين عناصر القوات العمومية وعدد من المهاجرين غير الشرعيين، المنتمين لدول جنوب الصحراء، عن إصابات في الجانبين وخسائر مادية طالت واجهات بعض العمارات وعدد من السيارات العمومية والخاصة.
وأفادت مصادر متطابقة، أن المواجهات اندلعت بعد أن ألقى مهاجر كاميروني بنفسه من الطابق الرابع لعمارة متواجدة بالمجمع السكني “العرفان” بحي بوخالف، حين كان يحاول الإفلات من القوات الأمنية التي داهمت شقته إثر حملة تمشيطية بالمنطقة، إلا أن زملاءه اتهموا عناصر الأمن بدفعه من نافدة الشقة بعد أن اعتدوا عليه بالضرب والتنكيل.
وذكرت نفس المصادر، انه مباشرة بعد سقوط الضحية، تجمع عشرات الأفارقة وحملوا جثته على أكتافهم وساروا بها جماعة في اتجاه وسط المدينة، مرددين شعارات تصف القوات الأمنية بـ”القتلة” وتتهمهم بالعنصرية، إلا أن عناصر من قوات التدخل السريع منعتهم وطالبتهم بتسليم الجثة، حيث رفض المهاجرون الامتثال إلى التعليمات الأمنية وبادروا إلى رشقهم بالحجارة.
وأمام هذا الوضع الخطير، التحقت بعين المكان تعزيزات أمنية، وعملت على محاصرة المتظاهرين بمدار منطقة مسنانة وتطويق كل المنافذ المؤدية إليها، ما اضطر معه الأفارقة إلى الدخول في مفاوضات مع نائب وكيل الملك ورئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ونشطاء حقوقيون، الذين حضروا إلى مسرح الأحداث واستطاعوا إقناع المحتجين بفض اعتصامهم وتسليم الجثة للوقاية المدنية من أجل إيداعها بمستودع الأموات، إلى حين إجراء تشريح عليها وفتح تحقيق نزيه في الحادث لمعرفة أسبابه وحيثياته.