اختتمت مساء أمس الخميس فعاليات الدورة ال57 لمعرض بيروت العربي والدولي للكتاب ، التي تحدت فيها ملايين عناوين الكتب الأوضاع الأمنية المتقلبة بلبنان، إذ كانت أروقة المعرض وسط بيروت محجا لعشاق الكلمة، والباحثين عن آخر أخبار الإصدارات بعيدا عن سيل الأخبار الأمنية المرهقة للعقل والأعصاب معا .
واحتفل اللبنانيون طيلة أسبوعين بالكتاب وبالكتاب والكتبيين، الذين حملوا معهم الى بيروت إصدارات قديمة وأخرى ترى النور لأول مرة هنا ببلاد دور النشر التي ذاع صيتها منذ أمد بعيد.
واحتضنت فضاءات العروض لقاءات أدبية وفكرية ، تم فيها استحضار تجارب فكرية وأدبية عربية وغربية، كما جاورت الكتب لوحات تشكيلية لشباب لبناني بدأ في شق الطريق بين مبدعي الكلمة. وتقاطر على المعرض كتاب عرب للتعريف بآخر إبداعاتهم منهم على الخصوص الروائي الجزائري واسيني الأعرج، الذي وقع روايته “مملكة الفراشة ” والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي الذي تحدث في ندوة صحفية عن ديوان “منطقة الاضطرابات، وهو الترجمة العربية للديوان الأخير للعبي بالفرنسية “زون ذو توربيلونس”، التي أنجزها الكاتب والشاعر اللبناني عيسى مخلوف.
وحضر الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، الذي مر من هنا مرات ومرات قارئا قصائده وسط محبيه، إلا أن الصحافية اللبنانية إيفانا مرشلينا أعادت شاعر فلسطين الى بيروت ، التي غادرها ذات يوم دون أن تغادر كيانه أبدا، من خلال كتابها ” أنا الموقع أدناه ..محمود درويش”.
وضمنت مرشلينا الكتاب مضمون لقاء صحافي مع درويش في مطلع 1991 ، كتبه الراحل بخط بده وذيله بالجملة ذاتها التي اختارتها الصحافية عنوانا للكتاب.
وتألقت نوال السعداوي في اليوم الأخير أيضا بثلاثة كتب “نوال السعداوي وعايدة الجوهري في حوار حول الأنوثة والذكورة والدين”، “إنه الدم”، “نوال والثورات العربية”.
و فعلا فقد ترك انتهاء هذا الوعد “غصة شوق لا تنتهي” كما قال فادي تميم رئيس النادي الثقافي العربي، المنظم للمعرض بالتعاون مع نقابة الناشرين اللبنانيين، الذي أضاف في كلمة بالمناسبة ، أن المعرض سعى دائما ل”توظيف المشهد الحضاري والثقافي الراهن لمجتمعاتنا العربية، في خضم التغيرات المهولة التي يواجهها المثقف العربي، والمواطن العربي، على اكثر من صعيد أمني وسياسي وإيديولوجي وإجتماعي واقتصادي شائك”.
ولا يسع النادي، يقول تميم، إلا أن “يجدد العمل على مقاربة دور بيروت بجوهرها الحضاري المتأصل ، وذلك على الرغم من سلسلة التحديات الأمنية والسياسية التي يمر بها لبنان، في ظل ما يشهده جزء من الوطن العربي، من أحداث خطيرة”.
يذكر أن المعرض عرف مشاركة 55 دار نشر عربية تمثل سبع دول هي، فضلا عن لبنان، المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، ليبيا، العراق، لبنان وفلسطين. وشارك لبنان في هذه التظاهرة بـ 210 دار نشر.