أصدر الباحث الطيب أجزول مؤخرا مؤلفا جديدا بعنوان “تدبير ومعالجة النفايات الطبية والصيدلية”، يعرض فيه  المؤلف تصنيفا علميا خاصا لأخطار النفايات والنتائج المحصل عليها في المغرب في هذا المضمار .

ويحتوي الكتاب، الذي يجمع بين دفتيه 208 صفحة وهو الأول من نوعه الصادر باللغة العربية، على ستة فصول تهم “التعريف وتصنيف أنواع أخطار النفايات الطبية والصيدلية” و”تدبير النفايات الطبية والصيدلية داخل المؤسسات الاستشفائية” و”نقل النفايات الطبية والصيدلية خارج المؤسسات الاستشفائية “، و”الوسائل والتكنولوجيات الممكنة لمعالجة النفايات الطبية والصيدلية” و”التكوين والتوعية في اطار تدبير النفايات الطبية والصيدلية” وأخيرا “الاطار القانوني المتعلق بتدبير النفايات الطبية والصيدلية”.

ويبرز الكتاب، اعتمادا على تحليل علمي ميداني، أنواع النفايات وتصنيفاتها العامة بمفاهيمها العالمية وخطورة النفايات الطبية والصيدلية وما تحتوي عليه من مواد معدية سريعة الانتشار ومواد كيماوية سامة خطيرة على الانسان والبيئة،والمشاكل التي تعوق تدبير النفايات المعنية ونظام التدبير وفرز النفايات وتلفيفها وجمعها ومسارات اجلاء النفايات للحد والتقليل من أخطارها .

ولتفادي هذه الاخطار يعرض الكاتب ،الحاصل على دكتوراه الدولة في الفيزياء سنة 1993 وهو استاذ التعليم العالي بكلية العلوم بتطوان ،مختلف مراحل التدبير المحكم للنفايات الطبية والصيدلية ،سواء داخل مؤسسات الاستشفاء وخلال مرحلة النقل الى وحدات المعالجة وأثناء المعالجة والتخلص النهائي من تلك النفايات ،كما يبرز الكتاب بعض النتائج التي حصل عليها المغرب في هذا المضمار .

 وفيما يخص التكوين والتحسيس والتوعية في مجال التعاطي مع إشكاليات النفايات الطبية والصيدلية ،يبين الكتاب دور المهنيين المكلفين بتدبير النفايات ودور القطاعات الحكومية ودورالجماعات المحلية والمجتمع المدني المتمثل في المؤسسات الجامعية ووسائل الاعلام والجمعيات ،التي تعنى بالشأن الصحي والبيئي ،كما يقدم الكتاب آليات تكوين وتوعية العاملين في المؤسسات الاستشفائية ،وكذا استراتيجيات التعلم والدور التكميلي للمراقبة بعد مرحلة المعالجة والتخلص من النفايات .

ويعرض الكتاب  في فصله الأخير جميع القوانين والنصوص التنظيمية المتعلقة بالنفايات الطبية والصيدلية وأهدافها  والمخالفات والعقوبات ومساطر الترخيص وكيفيات النقل ،كما يحدد المجالات التي يتطلب فيها تهيئ نصوص قانونية جديدة ضرورية لسد الفراغ القانوني واستكمال تطبيق القوانين والنصوص التي سبق إصدارها .

واكد السيد أجزول ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ،ان الهدف من إصدار الكتاب هو تقديم مزيد من المعلومات حول مشكل النفايات ،الذي يبقى شأنا مجتمعيا يهم كل شرائح المجتمع على اختلاف مواقعها ومجال عملها ،وتسليط الضوء على هذا الجانب لما له من اهمية بيئية واقتصادية وتربوية واجتماعية وعلمية وتنموية ،وكذا تحسيس المجتمع بمختلف مكوناته المؤسساتية والجمعوية للمساهمة في تجاوز الاشكالات التي يطرحها موضوع النفايات والاطلاع على الجوانب العلمية والقانونية التي تهم الموضوع .

وراى الباحث اجزول ان هذا الكتاب هو وسيلة علمية وتواصلية لتعزيز انفتاح الجامعة المغربية عامة وجامعة عبد المالك السعدي عل وجه الخصوص على محيطها وتقديم خدمة علمية لشريحة واسعة من المواطنين للاطلاع على الجوانب العلمية والتقنية والتشريعية المتعلقة بموضوع النفايات ،لما يثيره هذا الموضوع من اهتمام في المجتمع.

وقد سبق لمؤلف الكتاب الطيب أجزول ،الذي يتولى حاليا مسؤولية تسيير فرق البحث حول الحراريات والطاقة الشمسية والبيئة بجامعة عبد المالك السعدي، أن اصدر سنة 2011 كتابا مرجعيا باللغة الفرنسية حول “النفايات الطبية والصيدلية في المغرب “.