مثقفو طنجة يدعون للاهتمام بالعنصر البشري وتحفيزه على الانخراط والتفاعل مع محيطه

مثقفو طنجة يدعون للاهتمام بالعنصر البشري وتحفيزه على الانخراط والتفاعل مع محيطه

31 يناير, 2014

أجمع كل المتدخلين، خلال مائدة مستديرة عقدت، أمس الخميس، لمناقشة الشأن الثقافي في برنامج “طنجة الكبرى”، على ضرورة الابتعاد عن مفهوم السياسة الثقافية وخلق إطار واضح يجتمع فيه كل المثقفين بالمدينة، تكون مهمته رصد كل الاختلالات التي يعاني منها الوضع الثقافي بالمدينة، وتحليلها حتى يتسنى تأسيس فعل ثقافي حداثي متناغم مع كل النسيج المجتمعي لتحقيق ما هو أفضل وأجمل لهذه المدينة العريقة.

وأكد المشاركون، في هذه المائدة، التي نظمتها الكتابة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المدينة تتوفر على مجتمع مهيأ للإسهام في الفعل الثقافي، لو توفرت له الظروف المناسبة، وذلك بوجود جماعة حضرية جادة ومسؤولة، تعمل وفق منظور سوسيوثقافي يتوخى خلق حركية ثقافية نوعية بالمدينة، بدلا من الأنشطة الكلاسيكية التي تعتمد على المحاضرات التقليدية والنقاشات الإيديولوجية والسياسية، التي جعلت الشباب يفقدون الثقة فيها، سيما في ظل التحولات الجذرية التي تعرفها المدينة في السنوات الأخيرة.

كما أوضح عدد من المثقفين، الذي أثروا النقاش بمداخلاتهم الهادفة، أن الخلل يقع في النقص في التأطير الثقافي والبنيات التحتية الملائمة، إذ أضحى من الواجب، على كل المتدخلين الاهتمام بالعنصر البشري وتحفيزه على الانخراط والتفاعل مع محيطه، وغرس جمعيات فاعلة في كل أحياء المدينة، بالإضافة إلى تصالح المدرسة والجامعة مع محيطهما الاجتماعي، بعد أن تخلت الأحزاب والنقابات والجماعات المحلية عن دورها في تأطير الأجيال الصاعدة.

وبينما عبر جل المشاركين عن تفاؤلهم بنبرة يملؤها التفاؤل والاعتزاز بما تحقق ويتحقق من تراكمات على مختلف المستويات، رأى أحد المتدخلين أن الوضع الثقافي السائد بالمدينة، جريمة ترتكب في حق تاريخ وإرث المدينة، الذي لا يمكن بعثه من مدفنه بمنح الأولوية لتجار الفن والباحثين عن المال، بمهرجاناتهم وحفلاتهم الموسمية الصاخبة، التي تحضرها نخبة معينة وتغدق عليها الجهات المانحة أموالا كان الأجدر أن تنفق في تشييد مقرات للجمعيات الثقافية النشيطة المنتشرة بالأحياء الفقيرة والمهمشة، وتمكينها من الوسائل المادية والفكرية لتطوير وتشجيع الثقافة بمختلف تلاوينها وأصنافها المختلفة، لخلق نوع من التناغم والانسجام بين النسيج المجتمعي ككل بالمدينة.

واختتم اللقاء، بإصرار كل الفعاليات المدنية المخلصة، القابضة على الجمر رغم كل المثبطات والإكراهات، على مضاعفة الجهود لإعطاء البعد الثقافي حضورا متميزا من خلال إدراجه ضمن مقاربة مندمجة تقوم على جعل السياسة الثقافية والفنية دعامة لتقوية الذات وتعزيز الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى.

nadwa 2

nadwa 3

nadwa 4

nadwa 6

nadwa 5

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*