الدعوة إلى ترسيم زراعة الكيف؟!

8 فبراير, 2014

Benchrifالدعوة إلى تقنين زراعة الكيف بالمغرب ومن داخل المؤسسة التشريعية وبالعاصمة الرباط، أمر لا يمكن أن نعبّر عنه إلا بالمغامرة الكبرى،  خاصة إذا كانت هذه الدعوة تصدر عن حزب حديث العهد، يعرف الجميع أطروحته السياسية وفلسفته وطبيعة تركيبته البشرية «من الرأس إلى أخمص القدمين»..

مهم حقّا البحث عن زراعات بديلة وحتى الاستعمالات الطبية والتجميلية لنبتة الكيف، لكن كيف يمكن – فعلا- تقنين زراعة هذه النبتة العجيبة؟ والتقنين معناه إيجاد آليات قانونية ومسطرية، بالإضافة إلى مسلكيات اقتصادية واجتماعية للوصول إلى هذا الهدف الذي يبدو لنا على الأقل بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا على المديين القريب والمتوسط، طالما أن المغرب كغيره من الدول يخضع للقوانين الدولية، بما فيها قانون الاتحاد الأوروبي.

وهذا معناه، أن البرلمان المغربي بغرفتيه سيعمل، إذا كتب له ذلك، على إصدار تشريعات ترمي إلى توسيع المجال الزراعي لنبتة الكيف وعلى امتداد جغرافية المغرب، مما يعني أننا سنتجاوز دولة كولومبيا في إنتاج مخدر القنب الهندي (إن لم نكن نضاهيها اليوم أو نتجاوزها عمليا).

إذن، كيف لحزب الأصالة والمعاصرة ولحزب الاستقلال قبله تيسير السبل الكفيلة بضمان تحويل الكيف إلى مرهمات تجميلية، ومساحيق علاجية للأمراض المزمنة والمستعصية؟

لا بد في نظرنا من البحث سوسيولوجيا في صلب الموضوع، ونعني بذلك تلك العلاقة الغامضة بين مزارع الكيف بالقرى الريفية والأسواق المحلية والدولية، التي تستقبل هذه المادة وتعمل على ترويجها بهدف التخدير الذي يرغب فيه الزبناء.

ولعل ما أثر انتباهنا̨ على هامش الندوة التي نظمها “البام” يوم الأربعاء الأخير بمقر البرلمان، والتي شارك فيها بالمناسبة برلمانيون عن نفس الحزب وبعض الجمعويين المنتمين لمنطقة الريف، هو خرجة البعض العجيبة التي أدلوا فيها بتصريح لوسائل الإعلام قائلين: “الكيف نبتة حبانا الله بها” !!

ليس هناك تشويه أكبر من هذا لإرادة المواطنين وللاستعمال السياسوي لهذه المادة، إذ بذلك نكون أمام استهداف لساكنة الريف ودغدغة عواطفهم.

لم يجد هؤلاء ₋للأسف₋ أمامهم تعبيرا أخر غير هذا التعبير المسف الذي لا يليق بمن يفترض فيهم تمثيل النخب بهذا البلد السعيد!

نعم للبحث عن زراعات بديلة، نعم لتدخل الدولة لإنصاف المزارعين البؤساء من المهربين وتجار المخدرات الكبار، الذين يختبئون –للأسف- تحت عباءة بعض التنظيمات الحزبية التي تجتهد في إيواء المشتبه فيهم ضمن قواعدها، سعيا وراء الثروات التي راكموها بطرق معروفة.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*