أضاع فريق المغرب أتلتيك تطوان، ببشاعة فرصة الانفراد بصدارة الترتيب، إثر هزيمته المثيرة أمام فريق شباب الريف الحسيمي بنتيجة (2/1)، في مباراة جمعت بينهما مساء اليوم (الأحد)، على أرضية ملعب ميمون العرصي بالحسيمة، وذلك برسم منافسات الدورة السادسة عشر (الأولى إياب) من البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم .
وبهذه الهزيمة المفاجئة، يضيع فريق الحمامة البيضاء فرصة تعميق فارق النقط مع الأندية القوية، التي تضع ضمن أولوياتها الفوز بالنسخة الثالثة للبطولة الاحترافية، وتحقيق حلم المشاركة الاستراتيجي في بطولة العالم للأندية المقبلة بالمغرب.
وكانت أجواء المقابلة ووقائعها في صالح الفريق التطواني، حيث أعلن حكم المقابلة منذ الدقيقة الرابعة عن ضربة جزاء نفذها اللاعب زايد كروش، إلا أن أداء الفريق التطواني لم يرق إلى المستوى محبوه ومسيروه، الذين يسعون إلى خوض ما تبقى من البطولة بالسرعة القسوى لاستغلال تعثر أقوى الأندية المغربية.
وقد اتسم اللقاء ببطء الإيقاع، وضعف الانتشار، وانعدام الحلول التكتيكية لاختراق دفاع الخصم، مع غياب تام لتنويع اللعب عبر الأطراف، حيث انهارت منظومة اللعب التي تعود عليها لاعبو الماط وجمهوره، نتيجة عدم اعتماد خطة واضحا، واختيار اللاعبين الجاهزين، ما أتاح للفريق الحسيمي الظهور بشكل منظم ومنسجم، والعودة في اللقاء عن طريق ضربة جزاء في الدقيقة 40، نفذها بذكاء عبد الصمد المباركي، لاعب الماط سابقا، الذي أصبح يشكل عقدة نفسية حقيقية، ويمثل شبحا مخيفا لفريق عزيز العامري في كل المواجهات التي تجمع فريقي الشمال .
وكانت عودة الإطار الوطني حسن الركراكي للإشراف على تدريب الفريق الحسيمي خلال المرحلة الثانية، أثر واضح ، حيث استعاد الفريق أسلوب لعبه وتمكن من فرض سيطرته على المباراة والتحكم في مساحات اللعب وتضييقها على الخصم، إلى أن سجل هدف الفوز من تمريرة ذهبية قاتلة أبدعها اللاعب لمباركي، وأودعها اللاعب المالي البديل “علي تيام” شباك الحارس اليوسفي إزاء تهاون صريح للدفاع، وذلك في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (90 +2).
وحقق الفريق شباب الريف الحسيمي هذا الفوز الثمين، رغم أنه أكمل المباراة بتسعة لاعبين بعد طرد قلب دفاعه اللاعب الجعفري في الدقيقة 45، ومدافعه الأيسر كوروما فاطوكوما في الدقيقة 85.
وأجمع كل المتتبعين، أن سوء التعاطي التقني مع المقابلة، وعدم قراءة أطوارها قراءة جيدة، بالإضافة إلى التغييرات غير المناسبة التي أحدثها المدرب العامري، أضاعت حلم التطوانيين في الفوز بمباراة كانت في المتناول. لتستمر الرحلة ويستمر الحلم.
وعقب هذه الهزيمة، وهي الثانية له في الموسم مقابل ثماني انتصارات وستة تعادلات، أصبح فريق المغرب التطواني يتقاسم الصدارة بمجموع 30 نقطة مع فريق الكوكب المراكشي، الذي اكتسح في وقت سابق مضيفه الجمعية السلاوية بثلاثية نظيفة، فيما ارتقى فريق شباب الريف الحسيمي، الذي استعاد نغمة الفوز بعد ثلاثة دورات عجاف من المركز الثاني عشر إلى التاسع برصيد 18 نقطة .