أحالت الشرطة القضائية للدرك الملكي بطنجة، أمس (الأربعاء)، على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بنفس المدينة، شخصين ينتميان إلى شبكة دولية متخصصة في تهريب السيارات عبر ميناء طنجة المتوسط وبيعها بتراب المملكة.
وأحيل الموقوفان (عبد الكريم.ر) وصهره (ياسين.م)، على قاضي التحقيق بابتدائية طنجة، الذي استمع إليهما إعداديا بعد أن وجهت لهما النيابة العامة تهما تتعلق بالسرقة وتهريب السيارات من دول أجنبيىة نحو المغرب والتزوير في وثائق رسمية واستعمالها بغير حق، وأمر بإيداعهما السجن المحلي “سات فيلاج” في انتظار الاستماع إليهما تفصيليا في جلسات لاحقة.
وكانت مصالح الدرك الملكي، وضعت يدها على المتهم الأول (عبد الكريم.ر)، وهو مقيم بالديار الاسبانية، حينما أوقفته كوكبة الدرجات النارية بحاجز نصبته للمراقبة الروتينية على مستوى الطريق السيار الرابطة بين طنجة والميناء المتوسطي، وذلك بعد انتهائه من الإجراءات الأمنية والجمركية بميناء طنجة المتوسط، حيث حامت الشكوك حوله وهو على متن سيارة من نوع “فولدسفاكين – توران” تحمل لوحات مغربية، خاصة بعد أن أثار انتباه الدركيين علامات العنف التي كانت بادية على مقفل باب السيارة، وكذا ارتباكه عند التوقف.
وأوضح المصدر، أن المعني بالأمر حاول في بداية الأمر التخلص من أوراق السيارة برميها على جانب الطريق، إلا أن أحد الدركيين تنبه للأمر، وانقض عليه بعد أن حاول التسلل والهروب، ليتم اقتياده إلى المركز الجهوي للدرك بطنجة قصد التحقيق معه والتأكد من سلامة أوراق السيارة ، حيث اعترف تلقائيا أنه يشتغل لفائدة صهره في المغرب، وأنه مجرد وسيط تقتصر مهمته في سياقة السيارات المسروقة من اسبانيا وإدخالها إلى المغرب مقابل مبالغ مالية تقدر بـ 4 آلاف درهم عن كل عملية.
إثر ذلك، تم وضع كمين لصهره (ياسين.م)، الذي جرى إيقافه في نفس اليوم وبحوزته لوحات مغربية وأوراق سيارة مزورة (الورقة الرمادية والتأمين)، كان يعتزم تسليمها للمتهم الأول، ليحملها معه إلى اسبانيا حتى ينفذ بها العملية القادمة، إذ كان نشاط هذا الأخير يقتصر على استقدام السيارات المسروقة بدول أوربية وإدخالها إلى المغرب بطرق غير مشروعة عبر ميناء طنجة المتوسط.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فقد اعترفا المتهمان بكونهما يشتغلان داخل شبكة تتفرق عناصرها بين المغرب وإسبانيا، ويعملون على سرقة السيارات وتغيير لوحاتها الأجنبية بأخرى ذات ترقيم مغربي مطابق للورقتين، الرمادية والتأمين، المزورتين، ما يسهل عملية العبور بالسيارة والدخول بها إلى التراب المغربي دون مراقبة، حيث تمكنا المتهمان، خلال السنة الجارية (2014)، من تهريب 10 سيارات من ماركات مختلفة كداسيا وكونكو وستروين ورونو…، وكلها مستعملة وحالتها جيدة، وتمت سرقتها من مدن مختلفة بإسبانيا.
وأكد نفس مصدر، أن التحقيق لازال مفتوح على كل الاحتمالات، إذ من المنتظر جدا أن يشمل مركز تسجيل السيارات بطنجة، وبعض شركات التأمين، للتأكد من إمكانية تواطؤهم وانخراطهم في هذه الشبكة، أو أن هناك حيلا ما يستعملها هؤلاء المهربون للإفلات من المراقبة، فيما لازال البحث جاريا عن باقي أفراد هذه الشبكة الخطيرة.