ستنطلق الجولة الأولى من مباريات الذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم الثلاثاء، حيث يستضيف برشلونة غريمه الجديد ومتصدر الدوري الإسباني أتليتكو مدريد، على ملعبه في “كامب نو”، في حين يحل بايرن ميونيخ حامل لقب البطولة ضيفا على مانشستر يونايتد في ملعب “أولدترافورد”.
وتستكمل مباريات هذا الدور غدا الأربعاء، حيث يستضيف ريال مدريد، الضلع الأسباني الثالث في البطولة، فريق بورسيا دورتموند في”سانتياجو برنابيو”، في حين ستجمع مواجهة الكبرياء والغرور بين فريقي سان جيرمان وتشيلسي على ملعب الأمراء بباريس.
وستقام مباريات الإياب لهذا الدور، الأسبوع المقبل، حيث أن 7 مدن اوروبية ستستضيف 8 مباريات، من بينها مدينة ستستضيف مباراتين لفريقين مختلفين، هما ريال مدريد وأتليتو مدريد، وفرصة المدينة كبيرة في أن تظل بدائرة الأضواء الدور التالي في قبل النهائي.
وتستحق المواجهات الأربعة أن يطلق عليها “قمة الثمانية الكبار”، فهي بالفعل تضم أعظم وأفضل فرق حاليا سواء على مستوى نتائجها في مسابقاتها المحلية، او على مستوى إنجازاتها ونتائجها في هذه البطولة العريقة، التي تعد ثاني أهم بطولة بعد كأس العالم، وتفوق قيمتها أهمية بطولة الأمم الأوروبية.
ويمكن أن يطلق على مواجهتي الليلة “قمتا المتناقضات”، فعلي الكامب نو، ستنطلق مواجهة أسبانية “نارية” بين الغريمين الجديدين في الليغا، برشلونة واتلتيكو، ولكنها هذه المرة بنكهة أوروبية خالصة، تجمع بين الإثارة والتحدي.. وايضا الثأر، خاصة مع التطور الكبير الذي يصاحب أداء “الروخي بلانكوس” حاليا مهدت له الطريق لإحتلال صدارة الليغا بإقتدار، في الوقت الذي بدأت ملامح التميز تعود للفريق الكتالوني ممثلة في صحوة كبرى إنطلقت بمجرد إسقاطه لغريمه التقليدي ريال مدريد من اسبوعين.
والمتابع لأداء ونتائج الفريقين في الدوري الأسباني حاليا، يدرك حجم الصعوبة الملقاة على عاتقيهما، بدليل أن المواجهات الثلاث التي جمعت بينهما هذا الموسم إنتهت بالتعادل، وينجح أي منهما في ترجيح كفته خلال تلك المواجهات، ولكنهما سيكونان لتغيير هذه الإستراتيجة في إجمالي المواجهتين الأوروبيتين، وربما المواجهة الأخيرة السادسة بينهما هذا الموسم في ختام منافسات الدوري الأسباني 15 مايو.
وعلى عكس باقي الفرق المتأهلة إلى هذا الدور، سينال فريقي برشلونة واتلتيكو ميزة لن يتمتع بهما غيرهما، وهي عدم السفر خارج أسبانيا ذهابا أو إيابا، وهو ما ينحهما فترة راحة أطول، وربما ينعكس إيجابا وإثارة على ادائهما.
ويحسب للفريقين أنهما تأهلا لهذا الدور بعدما أزاحا عن طريقيهما فريقين من العيار الثقيل، حيث عبر برشلونة من بوابة مانشستر سيتي، الذي كان صاحب الترشيحات الأكبر في الصعود، لكن كل التوقعات لا تعمل مع الفريق الكتالوني، في الوقت الذي تخطي أتلتيكو منافسه ميلان الإيطالي ذهابا وإيابا بإجمالي خمسة أهداف.
ولن تكون المواجهة مقتصرة فقط في الملعب بين أقدام نجوم “ميسي” و”نيمار” و”تشافي” و”إنييستا” في “برشلونة”، ومقابلهم “دييغو كوستا”، و”راؤول غارسيا” و”كوكي” و”أردا توران”، ولكنها ستكون مواجهة بنكهة “التانجو” الأرجنيتني بين المدربين “جيراردو تاتا” مع برشلونة، و”دييغو سيموني” مع أتلتيكو، وكل منهما يسعى لتأكيد جدارته وإثبات تفوقه.
وفي القمة الثانية سيكون التناقض الثاني هذه الليلة، فعلى الرغم من التوازن النظري والعملي بين برشلونة وأتلتيكو في اللقاء الأول، يأتي التناقض النظري بين بايرن ميونيخ حامل اللقب وأول الفرق الثمانية تتويجا بمسابقته المحلية، بفوزه بلقب الدوري الألماني منذ أيام قليلة، في مواجهة الأسد العجوز مانشستر يونايتد الذي يمر واحدة من أسوأ فتراته على مدار التاريخ محليا، ولكن هذا ليس مبررا لفريق يملك كم خبراته المتراكمة، بالحكم على نتائجه المتوقعة على المستوى القاري.
وتخوض كتيبة “البافاري” هذا اللقاء متوجة بأول القابها الرسمية هذا الموسم تحت قيادة النجم “بيب غوارديولا”، وقبل 7 جولات من نهاية المسابقة، فيما يبدوا أنها في طريقها لتكرار ثلاثية الموسم الماضي، مدعمة بنخبة من النجوم المتعطشين لفرض أسمهم مجددا على القارة الأوروبية، مثل “روبن” و”ريبيري” و”شفاينشتايغر” و”لام” و”آلابا”، وغيرهم والوحيد الذي سيغيب هو “تياجو الكانتارا” بسبب الاصابة، في حين لا يبدو من المؤكد مشاركة لاعب الوسط “توني كروس” أساسيا على الرغم من العرض الرائع الذي قدمه أمام أرسنال.
ورغم التفوق النظري للبافاري، إلا عشاقه لن ينسوا وهم يشاهدون هذا اللقاء، ذكريات نهائي 1999 عندما سجل يونايتد هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع ليفوز 2-1، وبالنسبة لهم ربما تكون الفرصة سانحة الأن للثأر مما حدث منذ 15 سنه حتى ولو كانت المباراة تقام في “أولد ترافورد”.
وبالنسبة “للشياطين الحمر”، فأن الوضع يبدوا مأسويا وكارثيا خاصة على “ديفيد مويس” المدير الفني لمانشستر يونايتد الذي يتعرض لإنتقادات حادة وهجوم بشع من جماهير المان يونايتد، وذلك بسبب الوضعية السيئة التي يمر بها الفريق هذا الموسم في الدوري واحتلاله المركز السابع في جدول الترتيب العام، وخرجه من بطولة كأس الإتحاد من الدور التمهيدي، بل تأهل إلى هذا الدور بصعوبة على حساب أولمبياكوس اليوناني.
وربما يكون من سوء حظ مانشستر أن منافسه في هذا المباراة حامل اللقب فريق بايرن ميونيخ الذي يقدم مستويات مبهرة، يواصل بنهم تحقيق الإنتصارات على كل المستويات.
لكن مع هذه الظروف، إلا أن توجيه كل التوقعات في كفة بايرن قد يكون في مصلحة المان الذي سيخوض المباراة بأكثر أريحية، فالخسارة لن تكون بالحدث المفاجيء، الفوز هو الذي سيحمل هذه الصفة لو حدث.
وفي نفس الوقت فأن الفوز الأخير الذي حققه الفريق على أستون فيلا في الدوري الإنجليزي بنتيجة 4-1، تعزز من معنويات لاعبيه، وتدفع لإخراج أفضل ما عندهم امام المرشح المحتمل للحفاظ على لقبه.