هيمن ملف بلغ عدد المتابعين فيه 28 متهما بجناية “الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة دون نية إحداثه والمشاركة”، على كل القضايا التي عرضت، زوال أول أمس (الخميس)، على أنظار غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، وهو الملف الذي أثارت اهتماما كبيرا لدى عدد من حقوقيين وجمهور غفير من سكان جماعة ريصانة الشمالية بعمالة العرائش، الذين حضروا أطوار هذه الجلسة، وانتظروا بشغف كبير لحظة الحكم على المتهمين، الذين وزعت عليهم الهيأة احكاما حبسية وصلت إلى 93 سنة حبسا نافذا.
وناقشت هيأة الحكم ملف هذه القضية، التي شهدت وقائعها جماعة ريصانة الشمالية (عمالة العرائش)، حين نشب عراك حول أرض فلاحية متنازع عليها بين عائلة الريسونيين وعائلة شرود المؤازرين بعدد من سكان الجماعة، وأسفر عن وفاة شخص إثر تعرضه لضربة قوية بواسطة حجارة أصابته على مستوى الرأس.
وأصدرت الهيأة أحكاما متفاوتة سالبة للحرية تراوحت بين 20 سنة سجنا نافذا وسنة واحدة، وأحكاما موقوفة التنفيذ حددتها في ستة أشهر، مع غرامات نافذة فاق قدرها 300 مليون سنتيم يؤديها المتهمون لفائدة ذوي الحقوق من أبناء الهالك، فيما برأت المحكمة 12 متهما في نفس القضية، بعد أن تبين لها عدم ثبوت الأدلة وتناقض أقوال الشهود والمحاضر المنجزة بخصوص هذه الواقعة.
وسلطت الهيأة على المتهمين الرئيسيين في هذه القضية (م.ع) و(س.ش) أكبر عقوبة وصلت إلى 20 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما، وحكمت على خمسة متورطين آخرين بالسجن 10 سنوات نافذة لكل واحد منهم، وسنة واحدة لـ 3 متهمين، فيما تم الحكم على بقية المتابعين بستة أشهر نافذة لكل متهم.
واستغرق البث في هذا الملف، الحامل (485/17)، أزيد من 10 ساعات متتالية، استمعت خلالها الهيأة لكل المتهمين وعدد من الشهود، من بينهم أعوان سلطة تابعين لجماعة ريصانة الشمالية، الذين حضروا الواقعة وأكدوا تورط عدد من المتهمين في مقتل الضحية، وهو شقيق نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، مبرزين أسباب النزاع بين العائلتين وظروف قيامه، وهو ما اعتمدت عليه الهيأة في حكمها بعد المداولة.
وتعود فصول هذه القضية، التي هزت دوار ولاد سلطان بدائرة واد المخازن (حوالي 12 كلم عن مدينة القصر الكبير)، إلى يوم السبت 10 أبريل من السنة الماضية (2017)، حين نشب نزاع حول أرض فلاحية كان الهالك (هشام الريسوني) يدعي تملكه لها بواسطة لفيف عدلي، في حين أن المتهمين يصنفونها ضمن الأرضي السلالية للجماعة ويطالبون بحق استغلالها، ليتطور الأمر إلى معركة استعمل خلالها الطرفان العصي والتراشق بالحجارة، ما خلف إصابة الضحية بضربة قوية على مستوى رأسه أدخلته في غيبوبة، حيث تم نقله إلى المستشفى الإقليمي بالعرائش، إلا أنه فارق الحياة رغم كل الإسعافات التي قدمت له لإنقاذ حياته.