عاشت عاصمة البوغاز، ليلة أمس (الأٍربعاء)، على وقع شلل شبه تام وتعبئة شاملة للسلطات العمومية، التي جندت كل طاقاتها البشرية واللوجستيكية، من أجل فرض احترام التعليمات الجديدة الخاصة بحالة الطوارئ الصحية، التي أعلنت عنها، الاثنين الماضي، الحكومة في إطار المجهودات المتواصلة لتطويق رقعة انتشار وباء “كوفيد 19”، والحد من انعكاساته السلبية، خاصة بعد اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا في عدد من الدول الأوربية.  

وشهدت جل شوارع وفضاءات المدينة، تواجد مكثف للقوات الأمنية المصحوبة بعناصر القوات المساعدة، وكذا مختلف الدوائر الإدارية والملحقات التابعة للنفوذ الترابي لعمالة طنجة، الذين سهروا جميعا على مراقبة الفضاء العام والوقوف على مدى احترام وتطبيق المواطنين للتعليمات والتدابير الوقائية الخاصة بحالة الطوارئ الصحية الجديدة، عبر مراقبة حركة السير والجولان، وكذا التأكد من التزام المهنيين بالقرارات التي أوصت بها الجهات المختصة، خاصة المطاعم والمقاهي والحانات والعلب الليلية…

وعاينت “الشمال بريس”، ابتداء من الساعة التاسعة ليلا، خلو جل الشوارع والأزقة والفضاءات بوسط المدينة من المواطنين والمواطنات، مع انخفاض واضح في حركة السير والجولان بشوارع المدينة، التي كانت تكتظ في السابق بطوابير من العربات بمختلف أنواعها ولوحات ترقيمها، ما أكد أن نسبة كبيرة من المواطنين استجابوا للقرار وبرهنوا عن وعيهم بالخطر الكبير الذي يمثله فيروس كورونا المستجد على صحة وسلامة الأشخاص.

أما بالنسبة للراغبين في السفر خارج المدينة، فإن المكتب الوطني للسكك الحديدية ووزارة التجهيز والنقل لم يعلنا عن تفاصيل الإجراءات المتخذة بخصوص التنقل من وإلى طنجة، إلا أن السلطات المحلية بادرت إلى إصدار قرار بإغلاق كل من محطة القطار والمحطة الطرقية ابتداء من الساعة الثامنة من مساء كل يوم، وإلى غاية الساعة السادسة صباحا من اليوم الموالي، وذلك طيلة ثلاثة أسابيع.