جرائم قطاع الطرق مستمرة بطنجة

جرائم قطاع الطرق مستمرة بطنجة

المحكمة توزع 25 سنة على عصابة تستهدف السائقين وأمحمد العنصر من الضحايا

4 يوليو, 2018

شهد الطريق السيار الرابط بين طنجة والعرائش، في السنوات الأخيرة، عدة حوادث خطيرة ناجمة عن سلوكات إجرامية واعتداءات متكررة يشنها قطاع الطرق على ركاب السيارات بواسطة رشقهم بالحجارة أو القنينات الزجاجية وغيرها… التي تؤدي إلى إرباك السائقين وانقلاب سياراتهم قبل الهجوم عليهم لسلبهم كل ما بحوزتهم من أمتعة وممتلكات.

ورغم التطمينات التي تقدمها السلطات الأمنية بالمنطقة، التي تعتبر أن نسبة هذه الحوادث محدودة ولا تستدعي الخوف والتهويل، نجد الكثير من الموطنين يؤكدون أنهم تعرضوا لاعتداءات متكررة بالطريق السيار والطرق الوطنية، خاصة بالمقطع الفاصل بين طنجة وأصيلة، الذي يشهد بين الفينة والأخرى اعتداءات متكررة على الركاب، غالبيتها تنفذ في الليل أو في أوقات تقل فيها حركة السير، حيث يقوم اللصوص برشق سيارات المسافرين بواسطة الحجارة، مؤكدين أن حالات مميتة تم التستر عليها وروج لها على أنها حادثة سير عادية.

وخلف الاعتداء الأخير، الذي تعرض له امحمد العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، من طرف مجهولين على الطريق السيار الرابط بين طنجة وأصيلة، ضجة إعلامية واسعة وصل صداها إلى قبة البرلمان، إلا أنه بالرغم من التحقيقات والتحريات المكثفة التي قامت بها المصالح الأمنية بالمنطقة، لم تتوصل الأخيرة إلى تحديد هوية الفاعلين، ليظل الجناة طلقاء يتحينون الفرصة لتنفيذ اعتداءاتهم على ضحايا آخرين.

وعاش العنصر، وهو رئيس جهة فاس مكناس، ليلة السبت (24 فبراير الماضي)، لحظات عصيبة رفقة سائقه الخاص، إثر تعرضهما بالطريق السيار بين مدينتي طنجة وأصيلة، لاعتداء بواسطة الحجارة أثناء عودتهما إلى العاصمة الرباط حوالي الساعة العاشرة ليلا، حيث أصيب المسؤول الحزبي بجروح على وجهه وصفت بـ “الطفيفة”، فيما أصيب سائقه بالرأس ما استدعى نقلهما إلى المستشفى المحلي بأصيلة لتلقي العلاجات الضرورية.

وقال وزير الداخلية الأسبق، في تصريح أدلى به للقناة الثانية، إنه تفاجأ حين كان في طريقه إلى الرباط بعد انتهائه من تصوير حلقة برنامج “ساعة للإقناع” باستوديوهات “ميدي 1 تي في”، بوابل من الحجارة ينهال عليه بالقرب من واد “تاهدارت” على مشارف مدينة أصيلة، قبل أن يسقط على الواجهة الأمامية للسيارة حجر ضخم، “أصاب السائق في رأسه وأصابني في عيني اليسرى”.

وأضاف العنصر، أن السائق، بالرغم من إصابته اضطر إلى مضاعفة السرعة وأكمل السياقة إلى غاية أول محطة للاستراحة، التي تبعد بحوالي 6 كيلومترات عن أصيلة، مشيرا إلى أنه تم إخطار مصالح الدرك الملكي، التي التحقت عناصرها بالمكان وعملت على مصاحبتهما إلى المستشفى من أجل العلاج، وقامت بما يلزم في انتظار ما ستسفر عنه  التحريات والتحقيقات التي فتحت بشأن هذه الواقعة.

وشهدت استئنافية طنجة عدة قضايا تتعلق بالاعتداء على المواطنين بالطرق السيارة والوطنية، ومن أهمها قضية توبع فيها 5 أشخاص ينتمون لعصابة إجرامية تعترض سبيل مستعملي الطريق وتعمل على سلبهم ممتلكاتهم تحت التهديد بواسطة أسلحة بيضاء، وحكمت عليهم بـ 25 سنة سجنا نافذا موزعة بالتساوي.

وأدانت الهيأة “قطاع الطرق” الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و27 سنة ويتحدرون جميعا من منطقة للاميمونة (إقليم القنيطرة)، بعد أن واجهتهم بعدد من المصرحين، الذين تعرفوا عليهم بكل سهولة، وأكدوا أنهم قاموا برشق سياراتهم بواسطة الحجارة قبل أن يعترضوا سبيلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، لتوجه لهم الهيأة تهما تتعلق بـ “عرقلة السير بغاية التسبب في حادثة لسلب مستعملي الطريق أموالهم وأغراضهم الشخصية تحت التهديد بواسطة السلاح وإلحاق خسائر مادية بملك الغير والمشاركة”.

واعتقل أفراد هذه العصابة الخطيرة، منتصف شهر يناير الماضي، حين هاجموا حافلة كان على متنها حاولي 20 مستخدما، أغلبهم نساء يعملن بمصنع في المنطقة الصناعية بطنجة، حين كانوا في طريق عودتهم ليلا إلى طنجة، بعد أن أنهوا رحلتهم السياحية إلى منطقة إفران، حيث تعرضت حافلتهم الصغيرة إلى الرشق بالحجارة قبل أن يعترض سبيلهم 5 أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع “جيطا”، ليدخلوا معهم في تشابك بالحجارة والأسلحة البيضاء، فر على إثر أربعة من المعتدين فيما تمكن سائق الحافلة من القبض على الخامس، الذي جرى تكبيله وتقديمه إلى عناصر الدرك الملكي، التين تمكنت من إيقاف الفارين الأٍربعة بمنطقة اللاميمونة،على بعد حوالي 20 كلم عن سوق الأربعاء الغرب، وتقديمهم جميعا أمام العدالة.

 المختار الرمشي (الصباح)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*