إخراج رفات شخص للتحقيق في لغز عودة شاب دفن منذ 9 سنوات

إخراج رفات شخص للتحقيق في لغز عودة شاب دفن منذ 9 سنوات

9 سبتمبر, 2019

دخلت قضية شاب عاد أخيرا لأسرته بعد أزيد من تسع سنوات على وفاته ودفن جثته، إلى مرحلة حاسمة، بعد أن أمر الوكيل العام لدى استئنافية القنيطرة بفتح القبر وإخراج الرفات المدفونة به لإجراء فحص الأنثروبولوجي عليها وتحديد هوية الشخص المدفون، وإعداد تقرير مفصل في الموضوع حتى يتسنى للمحققين الكشف عن لغز هذه القضية الغامضة.

وعلمت “الصباح” أن فرقة مختلطة تضم أطر طبية وعناصر من الضابطة القضائية والفرقة العلمية التابعة للدرك الملكي، بمعية عناصر الوقاية المدنية ومسؤولين محليين وإقليميين، حلت، الأسبوع الماضي، بمقبرة “أولاد مويسة”، الواقعة بدوار “طيايرة” بجماعة ارميلات (إقليم سيدي قاسم)، وأشرفت على فتح قبر وإخراج رفات جثة مر على دفنها أزيد من 12 سنة، قبل نقلها في كيس بلاستيكي إلى مركز الطب الشرعي التابع لقسم الوقاية والصحة بالجماعة الحضرية للقنيطرة، لإجراء تحاليل الحمض النووي على عظام الجثة من أجل التحقق من هوية صاحبها وتحديد ظروف وأسباب الوفاة.

وأفاد مصدر بمصلحة الطب الشرعي وحفظ الجثث، أن الفريق المكلف بعملية التشريح الجنائي، سيعتمد على تقنية الفحص الأنثروبولوجي، التي تمكن من تحدد هوية المتوفى، وسبب الوفاة ووقتها، والطريقة أو الأسلوب الذي تمت به (قتل أو انتحار أو حادث أو غرق أو وفاة طبيعية…)، إذ يتم خلالها التركيز على المعلومات التي يتم الحصول عليها من الأنسجة الصلبة والرخوة، مبرزا (المصدر) أن نتائج تحاليل الحمض النووى لبقايا عظام الضحية (DNA)، ستستغرق عدة أسابيع للكشف عن تفاصيل أكبر وأكثر أهمية.

وينتظر أن تكشف نتائج التشريح عن مفاجآت مثيرة، لاسيما أن عملية دفن الجثة “المجهولة”، أشرفت عليها السلطات الأمنية بسوق الأربعاء الغرب، التي سلمت لأسرة بنعيسى نعشا مشمعا وتقريرا طبيا مسجل تحت رقم 355/07، أنجزه طبيب شرعي بمستشفى المدينة، الذي أفاد، بعد تشريحه لجثة الهالك، أن صاحبها توفي غرقا بقناة للري بمنطقة الغرب، وهو ما فندته  تصريحات بنعيسى بعد رجوعه إلى قريته. 

وتراهن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي أسندت إليها مهمة البحث والتحري في الموضوع، على نتائج الأبحاث التقنية والعلمية وتقرير التشريح الطبي، لعلها تكون مفتاحا لفك لغز هذه “الدرامة” المثيرة، خاصة في ظل تضارب المعطيات حول أسباب وخلفيات اختطاف بنعيسى وحجزه قسريا بمنزل عضو بجماعة سوق الطلبة بإقليم العرائش، الذي استغله، تحت التعذيب والتهديد، في أشغال الزراعة والرعي مدة تزيد عن 9 سنوات ونصف بدون أجر ولا رعاية.

وتعود تفاصيل هذه القضية “الهتشكوكية”، إلى غشت من سنة 2007، حين استجاب رب الأسرة عبد الرحمان القصري لرغبة أحد أفراد عائلته (ك.س)، وهو من أعيان منطقة الغرب، الذي طلب منه السماح لابنه بنعيسى بالاشتغال معه بضيعته الفلاحية الواقعة بدوار أولاد سيدي بجاج (دائرة السوق الأربعاء الغرب)، إذ بعد مرور عشرة أيام تقريبا على التحاق الابن بالضعية، توصلت أسرته بنبأ وفاته غرقا بقناة مائية مخصصة للسقي، وتسلمت جثته، في ظروف غامضة، داخل نعش مشمع، ليتم دفنها بالمقبرة الجماعية.

وبعد مرور تسعة سنوات ونصف على هذه الواقعة، ظهر بنعيسى من جديد، بعد أن أخبر أحد الأشخاص أسرته بمكان تواجده، ليسارع أشقاءه بالالتحاق بدوار أولاد علي بن دنة (دائرة القصر الكبير) لتسريحه من قبضة حاجزه العضو الجماعي (ب.ت)، بعد اشتباكات تدخلت لفكها عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، الذين سلموا بنعسى لأسرته وأنجزوا محاضر في الموضع، إلا أنها اختف من أرشيف سرية الدرك بالقصر الكبير ولم يتم عرضها على النيابة العامة المختصة بنفس المدينة.

المختار الرمشي (الصباح)

 

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*