تسود حالة من الاستياء والتذمر في أوساط عدد كبير من المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين بإقليم العرائش، نتيجة التأخر الكبير في افتتاح بدال بالطريق السيار الواقع بمقطع طنجة العرائش، الذي أنجز بهدف فك العزلة على عدد من الجماعات الترابية بالإقليم وتسهيل الولوج إلى وسط المدينة والمحطة السياحية “ليكسوس” والمشاريع السياحية المرتبطة بها.
وأبدى عدد من المستثمرون استيائهم البالغ لعدم وفاء وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بالبرنامج المسطر ضمن دفتر التحملات الخاص بمشروع بدال الطريق السيار (A1)، المؤدي إلى المحطة السياحية “ليكسوس” وشمال العرائش وعدد من الجماعات الترابية التابعة لها، معبرين عن تدمرهم لعدم افتتاحه في الموعد المحدد رغم أن الجهة المنفذة للمشروع (الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب)، أعلنت، منذ سنة تقريبا، عن انتهائها لكل الأشغال والمرافق المرتبطة به، بعد أن أصبح جاهزا بالكامل لاستقبال مستعملي الطريق السيار طنجة – الرباط.
وذكر أحد المستثمرين، أن جميع الفاعلين الاقتصاديين بالجهة الشمالية يراهنون على هذا البدال لتشييد مشاريع سياحية واقتصادية واجتماعية كبرى بالمنطقة، إلا أنه ظل مغلقا ينتظر حضور الوزير عبد القادر اعمارة، الذي ألغى، لأسباب مجهولة، ثلاثة مواعد حددها للتدشين المشروع وفتحه في وجه مستعملي هذا المقطع الطرقي، الذي ينتظر أن يلعب دورا مهما في تنمية المنطقة بمشاريع متنوعة يساعد على تعزيز جاذبية موقع “ليكسوس” التاريخي وإعطائه القيمة السياحية التي يستحقها.
من جهته، أكد عبد الحميد المؤذن، رئيس جماعة خميس الساحل بإقليم العرائش، أن بدال “ليكسوس”، الذي انطلقت الأشغال به سنة 2017 وانتهت أوائل هذه السنة، جاهز بالكامل ومغلق في انتظار افتتاحه من قبل وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وذكر أن السلطات الإقليمية أخبرته ثلاثة مرات بمواعيد لافتتاحه، كانت آخرها الأربعاء 24 يونيو المنصرم، إلا أنها ألغيت جميعها في آخر لحظة لأسباب وظروف وليدة اللحظة، ليظل البدال مغلقا لأجل غير مسمى.
وأوضح المؤذن، أن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، تراهن عليه الجماعة من أجل تحريك عجلة التنمية المستدامة بالمنطقة، لا سيما أن الشريط الساحلي للجماعة من جهة طنجة والعرائش، تم تحويله من طابعه الفلاحي إلى مناطق مفتوحة للتعمير، وذلك في إطار تصاميم التهيئة القطاعية، التي تعمل الوكالة الحضرية حاليا على دراستها وإعداد التصاميم التقنية لعرضها على المجلس الجماعي من أجل المصادقة عليها والشروع في تنفيذها، مشيرا إلى أنها ستساهم في دعم فرص الاستثمار بالواجهة الساحلية للجماعة، وخلق مشاريع توفر فرص اقتصادية واجتماعية للسكان المحليين.
وأضاف المسؤول، أن افتتاح البدال بات حاجة ملحة نظرا لتمركزه وتدفق حركة السير بالمقطع الطرقي طنجة العرائش، الذي يسجل يوميا حركة مرور جد مرتفعة، فضلا عن ربطه بين الطريق السيار والمحطة السياحية “ليكسوس” من جهة، وشاطئ رأس الرمل وميناء العرائش من جهة أخرى، نهيك عن المنطقة الصناعية “لملالح”، التي تستعد مستقبلا لاحتضان استثمارات مهمة.
يذكر، أن المحطة السياحية “ليكسوس” بإقليم العرائش، التي تندرج ضمن برنامج المخطط الأزرق الذي أطلق عام 2001، شهدت في الآونة الأخيرة حركة ذؤوبة لمستثمرين يعتزمون الانخراط في مشاريع سياحية بالمنطقة، بعد النجاح الكبير الذي حققته وحدة فندقية مصنفة من أربعة نجوم، تتوفر على طاقة إيوائية تصل إلى نحو 750 سريرا مع مؤهلات اصطيافية واقتصادية والثقافية متميزة، إذ ينتظر أن تعرف المحطة عدة استثمارات أخرى، من شأنها أن تلعب دورا مهما في تعزيز النمو الاقتصادي والسياحي وإحداث مناصب الشغل لسكان المنطقة.
المختار الرمشي (الصباح)