قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، في جلسة علنية عقدتها أمس (الثلاثاء)، مؤاخذة طالب جامعي متهم باقتراف جريمة قتل روعت ببشاعتها الرأي العام المحلي والوطني، حين قام بقتل طبيب والتنكيل بجثته داخل منزله بحي النصر بوسط عاصمة البوغاز، وحكمت عليه بالسجن المؤبد وتعويض لفائدة ورثة الهالك، بعد أن وجهت له تهمة “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد الذي أعقبته جناية التمثيل بالجثة”.

واعتمدت الهيأة في حكمها على تصريحات المتهم، وهو طالب عشريني يتحدر من مدينة زاكورة، التي أدلى بها أمام النيابة العامة وقاضي التحقيق، وكذا اعترافاته أثناء مثوله أمامها، حيث أكد اقترفه لكل ما نسب إليه جملة وتفصيلا، وسرد كل التفاصيل والطريقة التي نفذ بها جريمة القتل العمد، حيث أكد أنه أقدم على ارتكاب الجريمة بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين صديقه (الطبيب الضحية)، حين بدأ الأخير يطلب منه ممارسة الجنس معه، وعندما رفض طلبه عمل على تخديره بواسطة جرعات من دواء منوم أفقده وعيه، ما عزز شكوكه كون الطبيب كان يمارس عليه الجنس بهذه الحيلة، ليقوم بقتله والتمثيل بجثته بفصل رأسه عن جسده وبتر عضوه الذكري ووضعهما داخل ثلاجة قبل أن يختفي عن الأنظار.

وتعود فصول هذه الجريمة البشعة، إلى بداية شهر يونيو من السنة المنصرمة 2021، عقب العثور على جثمان طبيب ستيني، الذي كان يشتغل قيد حياته بالمركز الصحي الجيراري بمنطقة بني مكادة بطنجة، وعثر عليه داخل منزله الكائن بتجزئة “الإيناس” بحي النصر وهو في حالة تحلل، حيث جرى نقله إلى مستودع الأموات التابع لمستشفى محمد الخامس، وفتحت المصالح الأمنية تحقيقا في الموضوع.

وبعد التحريات والأبحاث التي باشرتها فرق البحث التابع للشرطة القضائية الولائية بطنجة، توصلت الأخيرة إلى تحديد هوية الفاعل، الذي تم إيقافه بتنسيق مع عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة وارزازات، بمنزل عائلته بالجماعة القروية “تيكمي الجديد” على بعد عشر كيلومترات في اتجاه مدينة زاكورة، بناءا على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك بعدما كشفت الخبرات التقنية والأبحاث الميدانية المنجزة عن رصد قرائن وأدلة حول الاشتباه في ضلوع المعني بالأمر في ارتكاب هذه الأفعال.