تواصل موجة الانتحارات التراجيدية، التي تعيشها مدن ومناطق الشمال في السنوات الأخيرة، حصد مزيد من الأرواح، وعصفت هذه المرة، في ظرف 24 ساعة بشخصين، الأول أستاذ متقاعد أقدم على ذبح نفسه بطريقة بشعة داخل منزله بجماعة اكزناية، والثاني شاب عشريني أضرم النار بجسده بحي أشناد، وفارق الحياة رغم كل الإسعافات التي قدمت له بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالمدينة.
وبحسب معلومات حصلت عليها “الشمال بريس”، فإن الأستاذ المتقاعد، البالغ من العمر 64 سنة، عثرت عليه أسرته، أمس (الخميس)، مضجعا وسط بركة من الدماء وعلى عنقه آثار جرح غائر، وبجانبه سكين يعتقد أن الهالك استخدمه للتخلص من حياته لأسباب ودوافع غامضة، ما أدخل أفراد أسرته في حالة من البكاء والصياح دفعت بجيرانهم إلى اقتحام المنزل وإخطار السلطات المحلية، التي حضر للمكان رفقة عناصر من الدرك الملكي، الذين عاينوا جثة الضحية وأجروا مسحا تقنيا لشقة الهالك، قبل أن يقوموا بحجز الآداة المستعملة في “الانتحار” قصد إجراء خبرة تقنية عليها.
وأفادت نفس المصادر، أن المعاينة الأولى للجثة تفيد الاشتباه في إقدام الهالك على الانتحار عن طريق استعمال آلة حادة (سكين)، التي مررها على رقبته بقوة نتج عنها نزيف وريدي أدى إلى الهبوط حاد في الدورة الدموية وعجل بوفاته في ظرف وجيز، إذ ينتظر أن يكلف الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، لجنة من الطب الشرعي بإجراء تشريح على الجثة وإنجاز تقرير يحدد بدقة الأسباب الحقيقية للوفاة، قبل تسليم الجثة لأهلها من أجل الدفن.
أما بخصوص حالة الانتحار الثانية، التي راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 26 سنة، بعد أن سكب مادة حارقة على جسده وأضرم النار في نفسه بالقرب من منزل أسرته الواقع بحي أشناد بطنجة، فقد أثارت جدلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استنكروا الحادث وشددوا على ضرورة التفكير في آليات وبرامج للتصدي لهذه الظاهرة والحد منها.
وتفيد المعطيات التي توصلت بها “الشمال بريس”، أن الهالك فارق الحياة بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، بعدما أن تعذر على الأطر الطبية إنقاذه، نظرا لحالته الحرجة وإصابته بحروق بليغة من الدرجة الرابعة، حيث ظل تحت العناية المركزة إلى حين أن لفظ أنفاسه الأخيرة ليلة أمس (الخميس).
ولم عرف لحد الساعة الأسباب التي دفعت بالشاب إلى وضع حد لحياته بهذه الطريقة التراجيدية، حيث فتحت المصالح الأمنية بحثا وتحريا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما أكد أحد أقرباء الضحية أن الهالك لم يكن يعاني من أي مشاكلٍ نفسية، وذكر أن أسباب الانتحار لها صلة بالبطالة أو عدم حصول الشاب على فرصة عمل.