اندلع حريق مهول وخطير، صباح اليوم (السبت)، في سوق القرب بني مكادة بطنجة، وأتى على أزيد من 200 محلا تجاريا، 120منها اتهمته نيران كليا، مخلفا أضرارا وخسائر مادية جسيمة تقدر بملايين الدراهم، دون أن تسجل أي إصابات بشرية، باستثناء بعض الاختناقات في صفوف التجار.

وأفاد مصدر محلي مسؤول لـ “الشمال بريس”، أن الحريق نشب بشكل مفاجئ حوالي الساعة العاشرة صباحا، وابتدأ في إحدى المحلات، لتنتشر بعد ذلك ألسنته بسرعة كبيرة في أرجاء السوق، نظرا لكثرة المواد القابلة للاشتعال، ما خلف رعبا وهلعا كبيرين بين السكان المجاورين للسوق، لاسيما بعد سماعهم لذوي انفجارات قوية، يعتقد أنها ناجمة عن قنينات الغاز المستعملة من قبل تجار السوق.

وفور إشعارها بالحادث، هرعت إلى المنطقة فرق الوقاية المدنية، التي كانت معززة بعدد كبير من العناصر وشاحنات صهريج وسيارات الإسعاف، وعملوا على مد خراطيم المياه مستعملين كل الوسائل الميدانية المتاحة لديهم لإخماد الحريق والحيلولة دون اتساعه وانتقاله إلى محلات تجارية أخرى، فيما ضرب طوق أمني على محيط السوق ومنافذه، بعد حضور عناصر الأمن والقوات المساعدة وعدد من أعوان السلطة بالمدينة.

ووصف عدد من المتضررين، الذين التقت بهم “الشمال بريس”، ما حدث بـ “الكارثة”، مؤكدين أن الخسائر تقدر بملايين الدراهم، لاسيما أن جميع تجار هذا السوق الذي يعتبر ثاني أكبر سوق في المدينة، قاموا أخيرا بالتسوق واقتناء البضائع استعدادا لشهر رمضان الأبرك.

وعن الأسباب الكامنة وراء هذه الفاجعة، أوضحت نفس المصادر، أنه لحد الساعة لازالت الأسباب غامضة، وجميع الفرضيات واردة، من تماس كهربائي إلى عمل مقصود بفعل فاعل أو نتيجة تهور بعض الباعة، كما حدث في مناسبات سابقة، مؤكدين أن التحقيقات التي تباشرها الضابطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة هي وحدها التي ستحدد الأسباب الحقيقة وراء اندلاع هذا الحريق الكارثي.