أثار حادث الاعتداء الجسدي الخطير، الذي تعرض له، الاثنين الماضي، رجل أمن من قبل أحد الماثلين أمام هيأة قضائية بالمحكمة الابتدائية بالعرائش، استنكارا واسعا من قبل نشطاء حقوقيين ونقابيين بالمحكمة ذاتها، الذين اعتبروا الواقعة اعتداء وتحقير لمنظومة الأمن بصفة عامة، والتساهل معها أمر مرفوض من شأنه المساهمة في تصاعد سلوكيات العنف داخل محاكم المملكة.

واستنكر المكتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل، إقدام جانح متابع في ملف يتعلق بالحيازة واستهلاك المخدرات، على ضرب رجل أمن مكلف بحفظ نظام الجلسات وإصابته بجروح خطيرة في رأسه، واعتبر الحادث مؤشرا مقلقا على تصاعد سلوكيات العنف داخل المحاكم، واصفا إياه بـ” الغادر والمسيء لهيبة المؤسسات”.

وأكد المكتب المحلي، في بيان أصدره يوم أمس (الاربعاء)، أن الواقعة تعكس تنامي سلوكيات التهور والجرأة لدى بعض الماثلين أمام العدالة، الذين أصبحوا يشكلون خطرا مباشرا ليس فقط على رجال الأمن، بل على كافة العاملين والمتقاضين داخل المؤسسة القضائية وعموم المواطنين بصفة عامة، مطالبا في نفس الوقت الجهات المسؤولة بالتصدي لهذه الظاهرة بالصرامة اللازمة وتطبيق القانون بكل حزم وإنزال أشد العقوبات على المعتدين ليكونوا عبرة لغيرههم، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.

كما أعلن نفس البيان، الذي توصلت “الشمال بريس” بنسخة منه، تضامنه الكامل مع الشرطي المعتدى عليه، ودعمه لجميع العاملين في المحكمة، خاصة هيئة كتابة الضبط، التي وصفها البيان بأنها ركيزة أساسية في منظومة العدالة، مشددا على ضرورة تعزيز التدابير الأمنية داخل المحاكم لحماية الموظفين وضمان سير الجلسات في أجواء آمنة.

من جهة أخرى، عبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم من واقعة الاعتداء بالضرب على رجل أمن داخل محكمة العرائش، وحثوا على ضرورة احترام هيبة رجال الأمن المغربي أثناء قيامهم بمهامهم لضمان أمن المجتمع وحفظ النظام العام، مشيرين إلى عزمهم القيام بحملة تضامنية متبوعة بهاشتاغ يدين الاعتداء على عناصر الشرطة ويحث على التضامن معهم ومعاقبة الجناة طبقا للقانون.

وشهدت المحكمة الابتدائية بالعرائش، الاثنين الماضي، حالة من الفوضى بسبب إقدام أحد المتهمين، البالغ من العمر 25 سنة، الذي اقتاده الشرطي (الضحية) إلى داخل قاعة الجلسات، وبعد إطلاق كلام نابي أراد الشرطي أن ينبهه بأن المحكمة لها حرمة وضوابط يجب الامتثال إليها، كانت ردة فعله توجيه ضربة قوية للشرطي تسببت له في جرح غائر في رأسه نقل على إثره إلى المستشفى الإقليمي “لالة مريم” لتلقي العلاجات الضرورية، فيما لاذ الجاني بالفرار إلى وجهة مجهولة.