وصلت أكثر من 13 ألف عاملة زراعية مغربية إلى مقاطعة “هويلفا” الأندلسية، جنوب غربي إسبانيا، للمشاركة في جني محصول الفراولة، بالتزامن مع انطلاق موسم الحصاد.

ومن المتوقع أن يصل حوالي 4 آلاف عامل مغربي آخر في الأيام المقبلة، وفقًا لمصادر مهنية في إسبانيا.

وفي هذا السياق، أكد مانويل بييدرا تشافيس، الأمين العام لاتحاد صغار المزارعين في هويلفا (UPA) والمسؤول عن الهجرة في المنظمة، أن المقاطعة تستحوذ على نحو 98% من إنتاج الفراولة في إسبانيا، مشيرًا إلى أن الإنتاج خلال موسم 2023/2024 بلغ أكثر من 221 ألف طن، أي بانخفاض نسبته 9% مقارنة بالموسم السابق، نتيجة قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

وأوضحت مصادر مهنية أن قطاع جني الفراولة في إسبانيا يعتمد على آلاف العمال الموسميين القادمين من دول مثل المغرب، والسنغال، وكولومبيا، والإكوادور وهندوراس، حيث يشتغل نحو 20 ألف عامل موسمي في حقول “هويلفا”.

ويتصدر المغاربة قائمة العمال الموسميين في المنطقة، إذ وصلت آلاف النساء المغربيات اللواتي راكمن خبرة طويلة في هذا المجال، إلى جانب عمال من دول إفريقية أخرى مثل غامبيا، التي أرسلت نحو 50 عاملاً، والسنغال بـ 250 عاملاً، إضافةً إلى عمال من موريتانيا.

وأشار المسؤول في اتحاد صغار المزارعين إلى خطط مستقبلية لاستقدام عمال من دول أمريكا اللاتينية، خاصة الإكوادور وغواتيمالا، لافتًا إلى أن “هناك أيضًا نحو 10 آلاف عامل أجنبي يشتغلون في القطاع على مدار العام”.

وأكد أن جميع العمال الموسميين يحصلون على سكن، ويتكفل أرباب العمل بمصاريف السفر، التي تتراوح بين 700 و800 يورو للعامل الواحد من أمريكا اللاتينية، مع إمكانية الحصول على بطاقة هوية الأجانب (TIE) التي تخول للعامل الإقامة لمدة تصل إلى 9 أشهر في السنة الأولى، ومن ثم إمكانية الإقامة الدائمة في إسبانيا.

وتشير معطيات رسمية إلى أن إسبانيا صدّرت خلال العام الماضي ما قيمته أكثر من 788 مليون يورو من الفراولة، بينما لم تتجاوز وارداتها 42 مليون يورو، فيما تتصدر ألمانيا والمملكة المتحدة قائمة مستوردي الفراولة الإسبانية، بالتزامن مع جهود المنظمات الزراعية الإسبانية للترويج للاستهلاك المحلي لهذه الفاكهة.