أثار تنظيم حفل زفاف داخل قاعة مسجد تابعة للزاوية “العجيبية” بمنطقة العوامة بطنجة، موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقاطع فيديو توثق الغناء والرقص والتصفيق وسط جمهور متفاعل من المدعوين.

وأثارت مقاطع لفيديوهات الحفل، التي انتشرت على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي، موجة استنكار عارمة لدى شرائح عريضة من الرأي العام المحلي والوطني، حيث اعتبر كثيرون أن إقامة مثل هذا الحفل داخل فضاء ديني يُعد “انتهاكا لحرمة بيوت الله”، فيما دافع آخرون عن ما جرى، مؤكدين أن الأمر يتعلق بـ “فرح عائلي بسيط لم يخرج عن اللياقة ولم يتضمن ما يخالف الشريعة”.

وفي خضم هذا الجدل، أصدرت الزاوية العجيبية بلاغا توضيحيا تبرأت فيه من الحفل، الذي اقيم مساء الأحد الماضي (15 يونيو الجاري)، وأكدت أنه نُظم دون علم شيخ الزاوية أو القائمين عليها، معتبرة أن المنظمين “منشقون عن المنهج الصوفي السليم”، مشددة على أن ما جرى “يسيء إلى صورة الزاوية وتاريخها الروحي العريق”.

وقالت الزاوية، التي تعد من أعرق الزوايا الصوفية بالمنطقة، إن ما جرى لا يمت بصلة إلى تعاليم التصوف التي تقوم على الزهد والوقار، مضيفة أن التصرفات التي عرفها الحفل أساءت لصورتها وتاريخها، مشددة على أنها غير مسؤولة عما وقع، وأنها حريصة على حماية رسالتها الروحية ومكانتها داخل المجتمع المحلي والوطني.

كما دعا بيان الزاوية السلطات المختصة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من ساهم في تحويل فضاء مخصص للعبادة إلى ساحة للغناء والاحتفال، مذكرة في الآن ذاته بأن الزوايا كانت وستظل فضاءات للعبادة والتربية الروحية، وليست ساحات للهو أو التباهي.

وبين المد والجزر، تواصل تداعيات الواقعة إثارة نقاش واسع حول حدود استعمال الفضاءات الدينية، والفرق بين الفرح المشروع والمس بحرمة المقدس.