أكد أخصائي الجراحة البولية والتناسلية، أن المغرب أصبح اليوم من بين الدول الرائدة في المنطقة العربية والإفريقية في مجال الجراحة الروبوتية، سواء من حيث عدد العمليات المنجزة أو إدخال مفهوم الجراحة عن بعد.
وأوضح الخبير أن الجراحة الروبوتية في المملكة ليست مجرد تقنية حديثة، بل مشروع استراتيجي يهدف إلى تحسين جودة العلاج، تكوين جراحين أكفاء، وجعل المغرب مركزاً مرجعياً إقليمياً في هذا المجال.
وأشار إلى أن مئات العمليات الجراحية أُنجزت بواسطة الروبوت في مراكز متخصصة بالدار البيضاء وطنجة، خصوصاً في جراحة المسالك البولية والأورام، مع تحقيق نتائج ملموسة مثل دقة أكبر في الاستئصال، المحافظة على الأعصاب والأوعية، تقليص فقدان الدم، تسريع تعافي المرضى، وتقليص مدة الاستشفاء.
وأكد أن العمليات الروبوتية مثل استئصال البروستات الجزئي أو استئصال الكلية الجزئي حققت نسب تحكم بالسرطان مشابهة للمراكز العالمية، مع نتائج جيدة في المحافظة على التحكم في البول والقدرة الجنسية، ما يعكس أثر هذه التقنية على جودة الخدمات الطبية بالمغرب.
وحول الصعوبات، أشار المتخصص إلى ضرورة اعتماد آليات واضحة وفعالة لمراقبة وتقييم مردودية هذه البرامج، مع متابعة دقيقة لمؤشرات الأداء والنتائج على المدى القصير والمتوسط.
وفيما يخص آفاق المستقبل، أكد أن المغرب يسعى لأن يكون منصة إقليمية للتكوين والابتكار في الجراحة الروبوتية، من خلال تعميم استعمال الروبوت على تخصصات أخرى مثل جراحة النساء والتوليد، وجراحة القلب والصدر، والجراحة العامة، إضافة إلى إدماج التعليم والتكوين عبر التمرين والجراحة عن بعد، وتعزيز الشراكات الدولية وتطوير الشبكة الوطنية للجراحة الروبوتية وربطها بإفريقيا جنوب الصحراء.
هذا التطور يعكس التزام المغرب بتقنيات طبية متقدمة، ويضعه في مصاف الدول الرائدة في المنطقة، مع تعزيز فرص تكوين الأطباء الشباب ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.