أنظر، تفكر، تدبر… شعار ميثاق طنجة

2 ديسمبر, 2014

couimen 4     أنظر، تفكر، تدبر… كان هذا شعار الملتقى التشاوري الأول لميثاق مدينة طنجة حول النظافة والبيئة ، بعدما ترددت هذه الكلمات لأكثر من مرة، على لسان السوسيولوجي عبد الرحيم العطري، وهو يلقي عرضه خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، لدرجة أن اعتقد بعض الحاضرين بأنه يوجه خطابه بالتحديد للسادة المسؤولين عن تسيير شؤون المدينة، وإن كان رئيس المجلس الجماعي، هو صاحب مبادرة التشاور حول واقع النظافة والبيئة بالمدينة، بعد أن كان سباقا إلى تطبيق هذا الشعار، حين تدبر بعد أن نظر وتفكر، بالرغم من أن فترة تحمله تدبير الشأن المحلي، لم تكن كافية لتمنح له فرصة بعد النظر وطول التفكير، ومع ذلك نظر وتفكر ودبر وتدبر مع عدد من نوابه وموظفيه…

العديد من المنتخبين ، استفادوا من هذا الشعار، وآخرون سارعوا إلى تفعيله خلال ما تبقى من مدة صلاحيتهم الانتخابية، وإن كان الوقت لا يرحم، والسرعة تقتل…

فهناك من تدبر ودبر دون أن ينظر أو يتفكر، وهناك من نظر وتفكر كيف يتدبر ، وهناك من نظر وتفكر وتدبر واكتشف بأنه لم يدبر سوى القليل ، وهناك من ينظر إلى من يتدبر وهو يفكر كيف يدبر ، وهناك طبعا من لا يفكر ولا يتدبر وينظر فقط إلى موقعه وسط كل هذه التدابر ( بدون ياء احتراما للمجلس )؟؟..

بالمقابل، سكان طنجة ينظرون إلى مدينتهم، وما يحدث بمرافقها العمومية، ويتفكرون في حجم مسؤوليات المنتخبين ورجال سلطة (يحملون لهم الهم وهم يبحثون لهم إلا عن الهم ) ، ويتساءلون كيف يدبرون على رؤوسهم، لا يذهب تفكيركم بعيدا، أي كيف يهتمون برؤوسهم ويجعلونها تفكر لما فيه الصالح العام، كما يتأسفون (السكان) لأحوال العديد منهم (المسؤولين)، وهم يتعبون من أجل كل هذا التدبر، بدون انتظار لا جزاء ولا شكر، فهي الحكمة من النظر والتفكر قبل التدبر بمفهومه العميق، عمق صناديق الاقتراع…

انظر إلى طنجة وهي تكبر، وتفكر بأنها تكبر على حساب مصالح سكانها، وتدبر كيف يدبر من يكبرون مع مشاريعها، فلو كان الأمر مجرد طموح، فهو حق مشروع، يجوز فيه النظر ويستحق التفكر وأولى بالتدبر، لكن إذا كان الأمر يتهدد مستقبل المدينة، حين تغيب استراتيجية واضحة للتنمية، وتظل مرتبطة بصراعات المجالس المنتخبة وتقلبات عقليات رجالات السلطة، وتضيع الفرصة عن تحقيق تأهيل حضري شمولي، حقيقي في تصوراته ومراميه المستقبلية، آنذاك يبقى لكم واسع النظر في ضعف التفكر وقلة التدبر..

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*