الوسائل الإلكترونية.. الشبح المخيف الذي يغزو بيوت المغاربة

الوسائل الإلكترونية.. الشبح المخيف الذي يغزو بيوت المغاربة

11 مارس, 2018

في الوقت الذي ساهمت فيه الوسائل الإلكترونية في تسهيل حياة العديد من الأفراد، خلف استعمالها السلبي من قبل الأطفال والشباب، موجة من القلق وسط الأسر المغربية، بسبب تأثيرها على سلوكياتهم .

وكشفت عدد من الدراسة أجرتها منظمة “كومن سنس ميديا” أن 38 في المائة من الأطفال دون سن العامين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية، وب 72 في المائة، لدى الأطفال الذين يحملون سن الثامنة بارتفاع واضح عن عام 2011 ، في حين أثبتت دراسة لمنظمة أميركية تعنى بالأبحاث الأسرية أن اثنين من كل خمسة أطفال تقريبا استخدموا هاتفا ذكيا أو حاسوبا لوحيا قبل أن يتمكنوا من نطق جمل كاملة.

من جهتها، أعلنت كلية طب لجامعة الملك عبد العزيز بجدة أن 75 في المائة من الأطفال يقضون 5 ساعات يوميا أمام الأجهزة الإلكترونية، حيث عبر الأطفال أن الكمبيوتر هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبدا في حياتهم ، وفق دراسة بريطانية، في الوقت الذي أظهرت فيه دراسة أجريت في جامعة أوكسفورد أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلبيا في ذكاء الأولاد، وقد يكون الضرر طويل الأمد وغير قابل للمعالجة.

وخلف تزايد استعمال الوسائل الإلكترونية لدى فئة الأطفال والشباب المغربي، تخوفا وسط صفوف الأسر المغربية ، بسبب تأثير هذه الأجهزة على سلوك الأطفال والشباب وعلى علاقتهم بالآخرين ، حيث لاحظت أغلب الأسر أن أطفالهم، أصبحوا يقضون ساعات طوال على الأجهزة الإلكترونية، ما جعلهم ينفصلون عن الحوارات الأسرية وعن الآخرين ، وذلك بسبب مشاهدة الصور والأفلام العدوانية والعنيفة والمواقع الإباحية المنتشرة على هذه الأجهزة ، فضلا عن التعرض للأفكار والمعتقدات الثقافية الغريبة على المجتمع، والتي تؤثر في السن المبكرة على فكر الطفل، وعلى تغيره السريع الفوضوي الذي يؤدي إلى تغيير سلوكه وإلى إخفاق العملية التربوية في المجتمع، علاوة على تأثيرها السلبي على ذاكرة الأطفال على المدى الطويل، حيث أصبح معظم الأطفال والمراهقين يعتمدون على الأجهزة الحديثة في تذكر الأمور مما أدى إلى كسل في استخدام أدمغتهم، الشيء الذي أثر بشكل سلبي على تحصيلهم الدراسي، وذلك بسبب الجلوس الطويل عند الأجهزة الذكية التي قد تؤدي إلى إصابتهم بالتوحد، وأمراض خطيرة كالسرطانات والعصبية والتعب والإرهاق والصداع بسبب الإشعاعات التي تصدر منها، التي تؤثر بشكل مباشر على العين فقد يشعر الطفل بقصر النظر أو بجفاف العيون.

مصطفى الشكدالي، الباحث في علم الاجتماع، قال إن المشكل يرجع إلى غياب الحوار داخل الوسط الأسري ، كما يرجع إلى التفكك الأسري الذي انتشر وسط الأسر المغربية ، وعدم فهم المدرسة لمستجدات الجديدة، في حين أكد أن التكنولوجيا جاءت وسهلت كل شيء، حيث بدأ الشباب في البحث عن ما لا يجدوه وما لا يعرفونه ، فغياب التربية الجنسية في المجتمع المغربي يدفعهم لاكتشاف ذالك، وغياب الحوار يدفعهم لنشر صورهم ، وبالتالي فالتربية التي يتلقاها الأبناء هي التي كانت تحاصرهم ،وبذلك أصبح التأثير الخارجي أقوى وأصبحت عدة إفرازات ، عند مجيء التكنولوجيا التي باتت تشبه السحر لدى الشباب .

وأضاف الباحث في علم الاجتماع، أن التعليم التقليدي الذي تلقاه الأطفال والشباب لم يعطي مناعة حتى لا تنصهر أمام طريقة استعمال غبية للأجهزة ذكية، وذكر أن المشكل في القوالب الجاهزة والفكر المقيد للحرية حيث أصبحت الوسائل الإلكترونية توظف بشكل فوضوي على مستوى هذه الوسائط الرقمية وأصبحت تكشف الفرد وتكشف ما تلقاه من تعليم ، الذي لا يمكن أن يساير مستجدات هذا العصر .

وختم القول بأن التكنولوجيا والرقمنة تلعب نوعا من التأثير على مستعملها، إلا أن الاستعمال السلبي لهذه الأخيرة راجع إلى ماتلقاه الفرد من تعليم وتربية وما يحمله من مكبوتات.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*