نادي الغولف بطنجة.. المسالك التي شهدت على البدايات الأولى لرياضة الغولف بالمملكة

نادي الغولف بطنجة.. المسالك التي شهدت على البدايات الأولى لرياضة الغولف بالمملكة

4 أكتوبر, 2018

يعتبر نادي الغولف الملكي بطنجة الذي يعود تاريخ تأسيسه لسنة 1914 ، من بين أشهر وأصعب المسالك التي شهدت على البدايات الأولى لرياضة الغولف بالمغرب، فضلا عن كونه ذاكرة حية تختزل سنوات من تطور ممارسة هذه الرياضة بمدينة البوغاز.

سمي في البداية بنادي غولف طنجة بحفره التسع، ويعد من بين أولى مسالك الغولف بحوض المتوسط وإفريقيا، قبل أن يتشرف بحمل اسم “نادي الغولف الملكي بطنجة”، وذلك بفضل الاهتمام الخاص الذي أولاه له الملك الراحل الحسن الثاني، سنوات الستينات من القرن الماضي. كما استفاد من إعادة تأهيل كاملة لمسالكه، ليبلغ عدد حفره 18 حفرة.

كل مكونات الفرجة والمتعة مضمونة بمسالك الغولف الملكي بطنجة، فالموعد مع مسالكه لا يمكن إلا أن يكون استثنائيا، لأنه يجمع بين جودة تجهيزاته التقنية والرياضية، وسحر فضائه الطبيعي، وهو ما يضفي عليه مزيدا من التفرد والجاذبية.

“معقل” الدبلوماسيين والقناصلة

نقرأ في أحد الكتب بمناسبة مرور مائة سنة على تأسيس هذا النادي تحت عنوان ” الكولف الملكي بطنجة، تاريخ المئوية”، أن القصة انطلقت مع بداية القرن ال20، وبالتحديد سنة 1904، عندما منح السلطان مولاي عبد العزيز أرض “بوبانة” للتمثيليات الأجنبية في تلك الحقبة، بغرض “تسهيل ممارسة الرياضة لأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي، إضافة إلى فئات أخرى من الأعضاء والمدعوين”.

يقول محمد بوهريز، رئيس هذه المنشأة الرياضية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء “رغم أن فاس كانت عاصمة للمملكة، فإن جميع الدبلوماسيين كانوا يقيمون بمدينة طنجة التي جعلها السلطان محمد بن عبد الله (1757- 1780) عاصمة دبلوماسية ومقرا لممثلي الدول الأجنبية”.

وأضاف بوهريز، أنه من أجل قضاء أوقات ممتعة بعد أيام طويلة من العمل، يحرص الدبلوماسيون الأجانب على ممارسة رياضاتهم المفضلة، وخاصة من أصل بريطاني.

في البداية كانت رياضة صيد الخنازير

يعود الفضل في إدخال الرياضات العصرية للمغرب، وخصوصا رياضة صيد الخنازير، للوزير المفوض البريطاني بطنجة على مدى أربعة عقود وعميد السلك الدبلوماسي، سير جون ديرموند هاي، حيث كانت هذه الرياضة هي الأهم على الإطلاق التي تمت ممارستها بنادي الغولف الملكي بطنجة.

ولم تر الحفر التسع لنادي الغولف الملكي بطنجة النور إلا سنة 1914 ، بفضل الفكرة المبتكرة للبريطاني الآخر هاورد وليام كينار، الكاتب الأول للبعثة البريطانية بطنجة، لتخضع بعد ذلك هذه المسالك الجديدة للعديد من التعديلات، والتغييرات، لكن الممارسة لم تبدأ فعليا سوى سنة 1918.

يؤكد بوهريز أن نادي الغولف الملكي بطنجة تأسس سنة 1914، غير أن الممارسة الرياضية توقفت مؤقتا بسبب الحرب العالمية الأولى، مسجلا أنه ابتداء من سنة 1918 ستأخذ هذه المسالك بعدا جديدا يتجلى في المنافسات الحقيقية والبطولات الكبرى.

هذا التطور الرياضي جلب انتباه العديد من الأبطال، والدبلوماسيين، فضلا عن المشاهير من جميع أنحاء العالم لزيارة وممارسة الغولف بعروس الشمال التي فتحت أبوابها مشرعة أمام عهد جديد، عهد التعدد الثقافي.

معلمة رياضية، لكن أيضا حكايات وشخصيات متميزة

من أجل ذكر جميع الأسماء والشخصيات التي مرت من نادي الغولف الملكي بطنجة، فإن ذلك يستلزم تخصيص كتاب بأكمله، غير أنه من الأهمية بمكان الوقوف عند بعض الأحداث غير المعروفة والشخصيات المتميزة.

في هذا الإطار، شكل نادي الغولف الملكي بطنجة وجهة مفضلة للرئيس التنفيذي لإحدى أهم المجلات المالية الأمريكية، مالكوم فوربيس، الذي احتفل بعيد ميلاده ال70 صحبة الممثلة الكبيرة اليزابيت تايلور بهذا الفضاء الرائع. وبه أيضا، التقت باربارا هيتون التي سبق لها الزواج ست مرات بزوجها السابع والأخير بطنجة، الأمير ريموند دوان فينه.

ومن بين الشخصيات التي تركت بصماتها بمسالك هذا التراث الوطني نجد أيضا العاهل الاسباني، الملك خوان كارلوس ، والعاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال، وجورج وولكر بوش، والأمير أندرو (انجلترا)، والممثل عمر الشريف، وأسماء مرموقة أخرى.

ويبقى نادي الغولف الملكي بطنجة الذي يعد من المعالم الرياضية الشاهدة على التاريخ المعاصر للمغرب عامة، ومدينة طنجة على الخصوص، في حاجة لمنافسة رياضية عالمية من حجمه وقيمته، تعيد له أوجه وتألقه المستحق، كواجهة ثقافية وسياحية للمملكة.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*