علمت “الشمال بريس” من مصدر طبي، أن وفاة النزيل يوسف الأشقري، الذي لقي مصرعه، الثلاثاء الماضي، بالمستشفى الإقليمي للامريم بمدينة العرائش، نتجت عن تعفن أنسجة الجسم جراء تكاثر مركبات كبريتية ونتروجينية ناجمة عن مضاعفات دخوله في إضراب عن الطعام دام لأزيد من 50 يوما.
وأكد المصدر، أن نتائج التشريح الطبي، الذي أمر به الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، أبانت أن الوفاة الهالك ينعدم فيها العنصر الجرمي، إذ لم يظهر على جسده أي أثر للعنف أو التعذيب، وذلك عكس ما تلوح به عائلته، التي أكدت أن موته كان نتيجة للإهمال والتعذيب داخل السجن وأثناء تواجده بالمستشفى المذكور، مبرزة أن ظروف الإسعاف لم تكن ملائمة لقواعد الصحة والسلامة البدنية، وطالبت بفتح تحقيق للوقوف على ظروف وملابسات وفاته.
ولفظ الهالك، وهو من مواليد 1985 بحي المصلى بطنجة، أنفاسه الأخيرة حوالي الساعة السادسة صباحا بقسم العناية المركزة بالمستشفى الإقليمي للامريم بالعرائش، بعد أن نقل إليه بصفة استعجالية، الجمعة الماضي، وهو في حالة غيبوبة تامة، إذ بالرغم من كل المحاولات والإسعافات التي قدمت له من قبل الطاقم الطبي المعالج فارق الحياة، ليتم إيداع جثته بمستودع الأموات إلى حين إخضاعها لفحص جنائي بالمشرحة الجماعية بطنجة من أجل معرفة إن كانت الوفاة طبيعية أم نتيجة عن تعذيب أو إهمال .
وكان المعني، رحل أخيرا من سجن “سات فيلاج” بطنجة إلى السجن المحلي بالقصر الكبير وهو في حالة متدهورة، بعد أن دخل في إضراب مفتوح عن الطعام، استمر لأزيد من 50 يوما، احتجاجا عن الحكم الذي صدر في حقه (ست سنوات سجنا نافذا)، بناء على مسطرة مرجعية تضمنت اعترافات بعض المعتقلين، الذين اتهموه بالمشاركة والاتجار في المخدرات القوية، وهو ما أنكره الهالك وتمسك ببراءته طيلة مراحل التحقيق، إلا أن المحكمة، تقول أسرة الهالك، رفضت مواجهته بالمصرحين وتابعته بتهم “حيازة المخدرات القوية وترويجها واستهلاكها”.
من جهة أخرى، أكد أحد الموظفين بسجن القصر الكبير، أن المعني، كان يقضي عقوبته في غرفة جماعية طيلة فترة تواجده بالمؤسسة، وقد وفرت له الإدارة العناية والمراقبة اللازمتين اللتين يتطلبهما وضعه إلى حين نقله إلى المستشفى المحلي بالمدينة.
وأوضح المصدر، أن إدارة المؤسسة لم تتكتم عن وضعه الصحي خلال إضرابه عن الطعام، بل أخبرت كل الجهات المعنية، خاصة منها أسرة النزيل والنيابة العامة المختصة، التي زار ممثلها المعني واستمع إليه بخصوص أسباب إضرابه عن الطعام، فيما تم نقله عدة مرات إلى المستشفى خلال فترة إضرابه عن الطعام، بالإضافة إلى قيامها بكل المحاولات لثنيه عن الاستمرار في هذا الإضراب، غير أنه رفض التراجع وأمعن فيه إلى أن تدهورت صحته، مشددا على أن المؤسسة “ليست مسؤولة عن وضع النزلاء في المؤسسات الاستشفائية خلال فترة تواجدهم بها”.