تكبدت شبكات الإجرام المنظم، التي تنشط بين القارات في مجال الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، خسائر فادحة جراء فقدانها على التراب المغربي شحنة هامة من العقاقير الطبية المخدرة، وصل عددها أزيد من 490 ألف قرص مخدر، التي حجزتها، أمس (الخميس)، مصالح الأمن الوطني وعناصر الجمارك المكلفة بمحاربة المخدرات بميناء طنجة المتوسط.
وبحسب معطيات أمنية وثيقة، فإن عملية اكتشاف هذه الشحنة المهمة من عقاقير هلوسة، تمت بناء على إخبارية توصلت بها مصالح الأمن الوطني من مكتب مكافحة المخدرات الأمريكي (DEA)، الذي أكد وجود شحنة من الأقراص الطبية المهلوسة داخل حاوية معدنية محمولة على متن باخرة متوجهة صوب دولة النيجر، إذ على ضوئها تعبأت العناصر الجمركية والأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات بالميناء ذاته، وقامت بإنزال الحاوية المبلغ عنها، التي كانت معبأة بمواد معدة التصدير قادمة من الهند في إطار التبادل التجاري بين القارتين الإفريقية والأسيوية، وأخضعتها لتفتيش يدوي دقيق أسفر عن ضبط صفائح بلاستيكية تحتوي على أقراص تحمل الاسم التجاري “تافرادول“، وهي من أشهر المخدرات المستعملة من قبل شباب القارة السمراء.
وأضاف المصدر ذاته، أنه بعد اكتشاف هذه الكمية من المخدرات القوية، فتحت مصالح الشرطة القضائية بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد جميع ظروف وملابسات هذه القضية، بينما أحيلت عينات من الأقراص الطبية المحجوزة على مختبر الشرطة العلمية التابع لمعهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني، من أجل إخضاعها للخبرات التقنية اللازمة، والكشف عن مستحضراتها ومكوناتها الكيميائية.
وبناء على هذه العملية النوعية، التي تدخل في إطار التعاون الأمني الدولي، تعهد المكتب المركزي الوطني (BCN) التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، بمهمة التنسيق والتعاون مع مكاتب “أنتربول” في الدول المعنية، وكذا مع مكتب مكافحة المخدرات الأمريكي، لرصد جميع الامتدادات والارتباطات الدولية المحتملة لهذه القضية بشبكات الإجرام المنظم التي تنشط دوليا في مجال الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية .