شهدت المناطق الغابوية المجاورة لطنجة، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ساعات عصيبة بسبب اندلاع حرائق غابوية متفرقة اتهمت مساحات شاسعة من مكونات الغابة، التي تتشكل أساسا من البلوط الفليني وأعشاب أخرى متنوعة تغطي الفضاءات والمنتزهات الغابوية بالمنطقة، ما خلف احتجاجات واسعة لدى السكان المجاورين، خاصة القاطنين بالتجمعات السكنية وأصحاب الإقامات والقصور الفاخرة المطلة على الساحل المتوسطي، الذين عبروا عن مخاوفهم من الحرائق المتكررة كل عام دون أن تتحرك السلطات المعنية لإيقافها.

وفي سيناريو مشابه يتكرر في كل سنة، نشب، أمس (الأحد)، حريق هائل بغابة مديونة بمنطقة “كابسبرطيل”، التي تبعد بحوالي ثماني (8) كيلومترات عن مدينة طنجة، والتهم مساحة غابوية تقدر بثلاث هكتارات من منطقة استراتيجية جد مهمة من الناحية الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه لحسن الحظ لم يخلف ضحايا أو أضرارا في الإقامات والمساكن المجاور للغابة المذكورة.

وذكرت مصدر من القيادة الجهوية للوقاية المدنية، أن جميع المصالح العمومية، المكونة من عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان المياه والغابات والإنعاش الوطني، عبأت كل طاقاتها وإمكاناتها لإخماد ألسنة النيران والحد من خطورتها، واستعانت فرق الإطفاء بست شاحنات صهريج وعشرات من العناصر المتخصصة في إخماد الحرائق، لتتمكن، بعد ساعات من العمل المتواصل، من السيطرة على الحريق وإخماد كل بؤر اللهب بالمنطقة، التي لم يتم بعد تحديد حجم الخسائر والمساحة المتضررة.

بالموازاة مع حريق غابة مديونة المذكور، اندلع حريق آخر بالغابة الديبلوماسية (بالقرب من نادي الرماية بالطريق الوطنية الرابطة بين طنجة وأصيلة)، ما استدعى تدخلا عاجلا لرجال الوقاية المدنية وعناصر القوات المساعدة المتواجدين بالمنطقة، الذين جندوا كل طاقاتهم وعملوا على محاصرة ألسنة النيران عبر أطراف الغابة للحيلولة دون بلوغها إلى المناطق السكنية القريبة من مكان الحادث.