شهدت عاصمة البوغاز، منذ نهاية مباراة المنتخب المغربي ونظيره الاسباني برسم ثمن نهاية كأس العالم لسنة 2022، التي انتهت بفوز الأسود بركلات الترجيح بنتيجة 3-0، (شهدت) احتفالات هستيرية لآلاف من المواطنين والمواطنات، الذين خرجوا إلى شوارع المدينة وساحاتها للاحتفال بهذا التأهل التاريخي، الذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية.
وعاينت “الشمال بريس” مظاهر الفرحة العارمة على وجوه كل المواطنين، رجالا ونساء وأطفالا، الذين نزحوا من مختلف الأحياء صوب قلب المدينة، حيث عبروا بعنفوانهم المعتاد عن فرحتهم وابتهاجهم بهذا الانتصار غير المسبوق، مرددين أسماء صانعي هذه الملحمة كالعميد سايس وزياش وحكيمي والمرابط والحارس ياسين البونو، بالإضافة إلى المدرب المقتدر “الركراكي”، الذي قاد بنجاح مسيرة الفريق الوطني وعرف كيف يتخطى كل الصعاب.
كما ملأت طوابير السيارات والدراجات النارية جل الشوارع الرئيسة بوسط المدينة، خاصة شارع محمد الخامس (البولفار) ومحج محمد السادس (الكورنيش)، حيث عمد السائقون إلى إطلاق العنان لمنبهات سياراتهم، ورفعوا من هدير محركاتها، تأكيدا لعمق ارتباطهم الوجداني بمنتخبهم الوطني، فيما رفع مرافقيهم إشارات النصر والتأهل، فيما رقص آخرون في شكل مجموعات ليصنعوا أجواء من الفرحة الشبيهة بتلك التي عزفها الأسود على المستطيل الأخضر لأرضية ملعب المدينة التعليمية بالشقيقة قطر.
النساء بدورهم انخرطن تلقائيا في هذه الاحتفالات، ورددن بكل جوارحهن وعواطفهن الأهازيج التقليدية المغربية، التي كان ممزوجة بزغرداتهن الرقيقة العالية، وهو ما أكد للعالم التلاحم القوي بين جميع مكونات المجتمع المغربي العظيم، وأضفى على هذه اللحظات التاريخية البهجة والغبطة التي من المؤكد أنها ستبقى خالدة في الأدهان.