عاش سكان حي “القليعة” بجماعة كزناية ضواحي طنجة، عشية أمس (السبت)، لحظات عصيبة إثر معاينتهم جريمة قتل مفزعة، راحت ضحيتها شابة عشرينية، وجه لها زوجها عدة ضربات بواسطة آلية حادة “شاقور”، وأصابها بجروح خطيرة في مناطق متفرقة من جسدها عجلت بوفاتها بمكان الحادث.
واستنادا إلى تصريحات متفرقة لسكان الحي، فإن الزوج، وهو في عقده الثالث، كان على خلاف دائم مع زوجته البالغة من العمر 26 سنة، التي كان يتهمها دائما بالخيانة لمجرد شكوك وأوهام لا تستند إلى حجة أو برهان، ليتطور الأمر، يوم الجريمة، إلى مشادة كلامية أغضت الزوج وتولدت لديه فكرة الانتقام، فعالجها بضربة قوية أسقطها على الأرض، ثم استل “شاقورا” كان بحوزته، وأخذ يوجه لها ضربات متتالية أصابت أجزاء مختلفة من جسدها، ليغادر بعد ذلك مسرح الجريمة نحو وجهة مجهولة، تاركا وراءه الهالكة وسط بركة من الدماء تصارع الموت.
وتوصلت مصالح الدرك الملكي بجماعة اكزناية (15 كيلومتر جنوب طنجة)، بخبر الجريمة عبر مكالمة لأحد الجيران، فتنقلت على الفور فرقة من الشرطة القضائية إلى المكان الجريمة، وبادرت باقتحام المنزل لتعثر على الهالكة، التي كانت تعمل قيد حياتها بائعة لـ “الحرشة والمسمن”، جثة هامدة مرمية على الأرض وسط بركة من الدماء، لتباشر إثره عناصر الفرقة الدركية بتجميع المعطيات بما يشمل بينات عن الهالكة وهوية الزوج، قبل أن تقوم عناصر الوقاية المدنية بنقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى “الدوق دي طوفار” بالمدينة، في انتظار تعليمات النيابة العامة المختصة.
ونتيجة لأبحاث وتحريات مكثفة، تمكنت، في نفس اليوم، مصالح الدرك الملكي من تحديد مكان تواجد المشتبه فيه، وهو يشتغل حارس بإحدى الشركات، لتقوم بالتربص له إلى حين اعتقاله واقتياده إلى مقر القيادة الجهوية للدرك بطنجة، حيث جرى وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية التي يستوجبها هذا التدبير، من أجل استكمال البحث معه حول ظروف وملابسات إقدامه على قتل زوجته، إذ ينتظر أن يحال على أنظار الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، لتكييف التهم الموجهة له قبل عرضه على أنظار العدالة لاتخاذ المتعين في حقه.